روى صاحب الطبقات الكبرى روايات كثيرة عن سن النبي عليه السلام يوم وفاته. فروى عن أنس بن مالك أنه عليه السلام توفى وهو ابن ستين سنة
وروى عن الأسود بن عامر بسنده أنه عليه السلام بعث وهو ابن أربعين ومات وهو ابن ستين وتعددت الروايات التي تقول بهذه السن كما تعددت الروايات التي تقول بثلاث وستين سنة. وجاء في رواية عن ابن عباس أنه توفى في الخامسة والستين
وعرض المؤرخون لسن عمر بن الخطاب فذكر ابن قتيبة أنه رضي الله عنه مات في الخامسة والخمسين. وروى عامر بن سعد أنه مات في الثالثة والستين
وعرضوا لسن عمر بن العاص فقال النواوي إنه مات في السبعين، وقال الليث بن سعد والهيثم بن عدي والواقدي وابن بكير أنه مات وسنه مائة سنة. وقال أحمد العجلي وغيره تسع وتسعون سنة. وقال السيوطي وغيره تسعون!
هذه روايات المؤرخين الثقات لتواريخ الميلاد في الجاهلية، وأي ميلاد؟
ميلاد صاحب الدعوة الإسلامية التي بدلت وجه الدنيا بعد أن بدلت وجه البلاد العربية؛ وميلاد خليفة من أشهر خلفاء الإسلام وأشهر حكام العالم كله على إطلاقه؛ وميلاد قائد كبير وسياسي خطير فتح مصر وفلسطين وأقام مع بني أمية أول دولة ذات عرش في تاريخ الإسلام
وذلك هو مبلغ اليقين من تواريخ ميلاد هؤلاء الأعلام، ومن تقدير أعمارهم جميعاً في يوم الوفاة: فرق خمس سنوات في عمر النبي! وفرق ثماني سنوات في عمر الخليفة! وفرق ثلاثين سنة في عمر القائد الكبير
ونقترب من وجهتنا فنروي أقوال المؤرخين عن سن السيدة أم رومان زوج أبي بكر الصديق وأم السيدة عائشة رضى الله عنهما
جاء في الإصابة: (قال أبو عمر كانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجة سنة أربع أو خمس عام الخندق. وقال ابن الأثير ست. . . . والخبر الذي ذكر ابن سعد وأخرجه البخاري في تاريخه عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة. . . . عن علي ابن زيد بن جدعان