في مساء الجمعة ٢ من إبريل سنة ١٩٤٨ احتج عالم كبير في حديثه بالمذياع بخبر (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) على أنه حديث نبوي.
والمحدث العجلوني يقول في كتابه (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس) المطبوع بالقاهرة: قال ابن الجوزي: في سنده مجاهيل. وقال الخطيب البغدادي: كل طرقه ضعيفة. وقال أبو حاتم الرازي: ليس له أصل. وفي التحفة والنهاية: صححه الحاكم واعترض. .
وتصحيح الحاكم لا يوثق به، لقول الذهبي فيه: صدوق لكنه يصحح في مستدركه أحاديث ساقطة. ويرى الحافظ ابن حجر أن سبب هذا هو طوره غفلة وتخليط له في آخر عمره أثناء تأليفه المستدرك. وقال ابن ناصر الدين: فيه تشيع وتصحيح واهيات، على ما في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد) ج٣ ص١٧٧.
والحديث الصحيح في هذا الشأن هو (. . . فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، وأحمد وأبو يعلى والبزار، وغيرهم، كما في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي) ج٤ ص٢٥٤.
محمد أسامة عليبة
بين تيمور والنشاشيبي:
قرأت في العدد الأخير من مجلة الكتاب ما كتبه الأستاذ محمد رجب البيومي في ترجمة المغفور له أحمد تيمور، ومما استوقف نظري قوله (وكتاب النوادر مخطوط ثمين جمع فيه المؤلف ما وقعت عليه عينه من طريف الأخبار وشتى الملمح؛ فهو يشبه نقل الأديب للأستاذ المرحوم النشاشيبي وكان تيمور يود أن يقدمه للمطبعة العربية فحالت منيته دون أمنيته) أه
والحقيقة أن كتاب النوادر يختلف عن نقل الأديب لأن الأول نوادر معينة مرتبة تحت عناوين جامعة، فباب لنوادر النحو وباب لنوادر التاريخ وهكذا، أما نقل الأديب فعدة