قبل أن أمضي في الحديث عن (الأدباء الصحفيين) لابد لي من البر بوعد قطعته على نفسي في الفصل الماضي، وهو أن أسرد آثار الأستاذين الأخيرين، ممن تحدثت عنهم في (الأدباء العلميين) فأقول: إن للأستاذ عبد الله الريماويى - عدا كتبه المدرسية - كتباً أخرى عديدة بين علمية وأدبية، أذكر منها:(العقل في طريق التكوين)، وقد ترجمه عن كتاب إنجليزي للأستاذ (جيمس هارفي روبنسن) أسماه وهو شرح مستوفي للحلقات التي تكون تاريخ الفكر البشري. ثم كتابه:(من طاليس إلى ناغاساكي) ويبسط فيه بشكل مختصر الأبحاث العلمية في حقلي الكيمياء والفيزياء، التي انتهت أخيراً باكتشاف القنبلة الذرية. ثم كتابه (الحضارة العلمية)، وفيه يحدد العلم في منابعه وأسلوبه، ويعين مكان العلم وحضارته بين مظاهر الفكر البشري. فيبحث علاقته بالفلسفة والدين والفن والاجتماع، وينتهي - بعد ذلك - ببحث رسالة العلم للإنسانية.
ومن كتبه الأدبية: كتابه (مجمع العباقرة)، وفيه يعالج كثيراً من المشاكل الاجتماعية، ثم كتابه (قصة الأيام) وهو قصة يبسط في ثناياها الوضع الراهن في البلاد، وينتقد أساليب التوجيه والغاية التي تهدف إليها.
وأما الأستاذ علي شعث، فله كتابان أخرجهما للناس، أولهما (من طرائف العلماء) وفيه يتخير عدداً من أساطين العلم، الذين ساهموا في بناء صرحه الشامخ، منذ فجر الإنسانية البعيد، حتى ينتهي إلى علماء النهضة الحديثة في أوربة، ويعرج في خلال ذلك على بعض أعلام العرب النابهين في هذا الميدان. وأما كتابة الثاني فهو:(من البنسلين إلى القنبلة الذرية)، وفيه شرح بأسلوب فريد أخاذ للمراحل التي اجتازها العلم في تذليل العقبات الكأداء، وإزالة العراقيل المؤذية من طريق الإنسانية. كما يورد فيه كثيراً من التنبؤات