[حافظ بك إبراهيم]
بمناسبة ذكراه
بقلم السيد أحمد العجان
تتمة
- ١٢ -
نصائحه إلى البائسين:
١ - الهجرة خير للفقير:
إن ضيق العيش لا يرضى به إلا ذليل خطمه الذل، وجبان أقعده الخوف؛ والكسل والعجز والخمول آفة المصري، وكثير من الشرقيين ضربوا في الأرض، وركبوا البحار، فأثروا
أليس خيراً للمعدم أن يجوس خلال البلاد، يطلب سعة ويبتغي سعادة؟ لقد سبقه في الهجرة كثير من أبناء الشام، ورجال الشرق:
ما عابهم أنهم من الأرض قد نثروا ... فالشهب منثورة مذ كانت الشهب
ولم يَضِرْهم سراء في مناكبها ... فكل حي له في الكون له مضطرب
رادوا المناهل في الدنيا ولو وجدوا ... إلى المجرة ركباً صاعداً ركبوا
أو قيل في الشمس للراجين منتجع ... مدوا لها سبباً في الجو وانتدبوا
وقديماً غادر هو الوطن، ونزح عن بلاده، يطلب عيشاً، ويروم رزقاً:
نزحت عن الديار أروم رزقي ... وأضرب في المهامه والتخوم
ولولا سورة للمجد عندي ... قنعت بعيشتي قنع الظليم
وكان في مقدوره أن يتقاعد لو كان يرتضي وجدان مواطنيه، ولكنه يأبى أن يكون خاملاً:
فيا ليت لي وجدان قومي فأرتضي ... حياتي، ولا أشقى بما أنا طالبه
ينامون تحت الضيم والأرض رحبة ... لمن بات يأبى جانب الذل جانبه
يضيق على السوري رحب بلاده ... فيركب الأهوال ما هو راكبه
ويخرج بالرومي مذهب رزقه ... فتفرج في عرض البلاد مذاهبه
وعجيب أن يقيم بيننا الغربي فيثرى ويخصب، ونحن قعود عن منافسته وسبقه ومجاراته