في صباح يوم جميل من آذار، وقد لونت الطبيعة كل شيء بلون بهيج ضاحك، وعلمت الأطيار الغناء، والخراف اللعب وكشفت عن فتنة الصبايا ونضارتهن، استيقظ (جوان) الشاب مبكر جدا، وارتدى ثياب يوم الأحد مسرعا، لان (جيني) الصبية الجميلة، التي احبها (جوان) وعبدها، سترافقه إلى رياض المدينة، حيث يقضيان ساعة في اللهو والرقص والغناء.
دق ناقوس الكنيسة الخاشع، فتلمس الشاب طريقه وسار بخطوات المشتاق إلى منزل الحبيبة، قرع النافذة (أسرعي يا عزيزتي) عندها صاحت (جيني) صيحة الجزوع الضجور (من هنا؟) أنا يا حبيبتي، لا أحد سواي، اقبلي على مهل ولا تخافي عيون الرقباء.
ان أبي وأمي غارقان في رقادهما، وأخي بعيد يرعى غنمه، وأنت. ألا تزال أمينا على وعدك، وهل تبرهن أبدأ على وفائك! بحق ما في السماء من قوى، ساكون أبدا المحب العابد، ولن أضيع لحمامتي عهدا، ولن اغفر ذماما، ابعدي عنك هذه الشكوك وأسرعي يا حبيبتي.
وسارا ملتصقين بين الورود والرياحين، يضحكان ويعبثان حتى انتهيا إلى غدير يترنم في اسفل الوادي، فجلسا على حافته يتشاكيان الجوى، ثم استرخت الأكف للعناق، وكانت ساعة حالمة تساقيا فيها كؤوس الحب مترعة صافية، لقد دعاهما الصبي فلبياه.!