المسرح المصري الآن في مفترق الطرق. . فاليوم تبدأ صفحة جديدة في تاريخ المسرح المصري. . فقد تقرر أخيراً إنشاء الفرقة النموذجية من خريجي المعهد العالي لفن التمثيل. لتقديم مسرحيات من الفن الرفيع. . وتقرر أيضاً الإبقاء على الفرقة المصرية، لتستمر في أداء رسالتها الفنية.
ونحن ولا شك، نرحب بطلائع المسرح الجديد من شباب المعهد الذين جمعوا بين الموهبة والثقافة المسرحية. . ونرحب أيضاً بقدامى الممثلين الذين كانوا أول من حمل المشاعل، وشق الحجب عن هذا الفن الوليد.
. . وليس من شك في أن وجود هاتين الفرقتين، سيبعث النشاط في الحقل المسرحي، في جو من التنافس البريء الذي نرجو أن يستهدف صالح الفن وحده.
ولعله من الخير، والمسرح الآن على أبواب عهد جديد، أن نحاول أن نبرز نواحي النقص في الماضي، لنتحاشاها في المستقبل المرتقب.
فالثابت من تجاربنا المسرحية السابقة أن المسرح المصري لا يفتقر إلى الممثل، ولا إلى المخرج، فقد أدى كل منهما رسالته، وقام بدوره خير قيام. ولم يبق سوى المسرحية، وما من شك في أنها الأساس الأول الذي يقوم عليه المسرح ذلك لأن الممثل، مهما أوتي من قدرة وموهبة، لن يستطيع أن يجتذب المشاهد إليه، ويشركه معه في الأحداث، ويؤثر فيه، إذا لم يكن دوره يصور بصدق الكائن البشري الذي يمثل الإنسان في الحياة.
والمخرج لن يستطيع القيام بدوره، إذا لم ترسم له المسرحية الخطوط الرئيسية التي تصور جو الحياة الحقيقي الذي تجرى فيه الأحداث.
فعلى المسرحية إذن، يتوقف نجاح الممثل والمخرج، بل يتوقف نجاح فن المسرح فإذا أردنا أن ننهض بالمسرح المصري وجب علينا، وقد توفر لدينا المخرج والممثل، أن نعمل على خلق المسرحية بالنسبة للمسرح. علينا أن نرجع إلى اليوم الذي بدأت فيه في الظهور، فقد نشأت المسرحية عند اليونان في وقت كان الدين فيه مسيطراً على العقل اليوناني، وقد