لعل أهم ما يشغل عقول رجال السياسة في أمريكا اليوم هو هذا السؤال
(إذا انتصر أدولف هتلر في الحرب الأوربية الحاضرة فهل يكون
انتصاره هذا مهدداً للولايات المتحدة من الناحية الحربية؟) وعلى
جواب هذا السؤال يكون رأينا في دخول أميركا الحرب الحالية أو
الوقوف بمنجاة منها. فإذا دخلنا الحرب فمن المشكوك فيه أن يبقى
نظامنا الاقتصادي الحر على هو ما عليه اليوم، وأن تبقى سياستنا
الديمقراطية سليمة مع الدكتاتورية التي تفرضها ضرورات الحرب.
لذلك أستطيع أن أقول إن احتمال مهاجمة هتلر لنا، من المسائل التي
نفكر فيها بروية واهتمام
فإذا كانت الضرورة تقضي علينا بأن نقف هتلر عند حده من الآن، حتى يتيسر لنا أن نفوز في الدفاع عن أنفسنا في المستقبل، فمن واجبنا بلا شك أن نعلن عليه الحرب من الغد. ولا تستطيع سلطة حربية أيا كانت أن تقول غير ذلك، ولكن هل يستطيع هتلر أن يغزو أمريكا؟ الجواب (لا) بأوسع ما تحوى هذه الكلمة من المعاني. فكل من له خبرة بالفنون الحربية والبحرية في أمريكا يعد الإدعاء بأن في مقدور هتلر أن يهاجم شواطئنا، باطلاً لا يستند إلى شئ من الحقيقة. فلننظر إلى الأسباب التي تدعو إلى ذلك
يجب أن نضع نصب أعيننا قبل كل شئ أنه لا توجد قوة تستطيع أن تهاجم شواطئنا الشرقية إلا إذا وضعت يدها على المحيط الأطلنطيقي. فهل في مقدور هتلر شئ من ذلك؟ إن قوة هتلر البحرية معروفة وهي لا تزيد على ربع القوى التي لدينا الآن، فإذا وقعت الحرب قريباً من ديارنا، وكان على هتلر أن يحارب على مسافة ثلاثة آلاف ميل من