للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

الضوء لغز الطبيعة

للأستاذ محمد فتحي عبد الوهاب

لعل الضوء أهم العوامل التي تزيد معلوماتنا عن العالم الخارجي. فالعوامل الأخرى كالأصوات والروائح وغيرها تدلنا على القليل إذا ما قورنت بالضوء. لأن أغلب معلوماتنا تأتي نتيجة لمشاهداتنا البصرية. فما الذي نعرفه عن الضوء، ذلك الذي لا تعتمد عليه معلوماتنا فحسب، بل تعتمد عليه أيضاً حياتنا وكياننا؟

كان بعض الفلاسفة اليونان الأقدمين يقولون إن الضوء يرحل في خطوط مستقيمة يبعد الخط الواحد عن الآخر. ولهذا كانوا يعزون عجزهم عن رؤية سيئ صغير راقد تحت أنوفهم كإبرة مثلاً إلى أنها موضوعة بين خطين من الخيوط الضوئية. فقد كانوا يجهلون إذ ذاك وجود النقطة العمياء في العين، ويظنون أن أشعة الضوء تصدر من العين، لأنها لو كانت صادرة من الإبرة لشاهدوها دائماً.

ولقد قال بعض مفكري المدرسة الأفلاطونية في ذلك الوقت إن الإبصار عن ذريرات تندفع من الأشياء المضيئة وتصل إلى إنسان العين فتؤدي إلى رؤية. وهذا قول أقرب إلى الصحة من القول السابق. ومع ذلك فلم يقبله الرأي العام إلا في القرن الحادي عشر.

النظرية الذرية:

لقد صرح السير إسحاق نيوتن ب، االضوء ناشئ من تيار من الدقائق الصغيرة اللامتناهية في العدد، تنبعث من الجسم المضيء في كل اتجاه وفي خطوط مستقيمة. وافترض أن هذه الدقائق تستطيع اختراق الأجسام الشفافة، فإذا ما اصطدمت بعدسة العين نتج لأحساس بالرؤية. ولذلك سميت النظرية بنظرية الانبعاث نظرية الضوء الذرية فسرت هذه النظرية الكثير مما يمت للضوء بصلة واعتبرت لأمد طويل نظرية موفقة.

نظرية الموجة:

أجمع العلماء إذن على أن الضوء آت من الأجسام المضيئة، وأصبحوا لا يشكون في أنه يتركب من دقائق صغيرة تندفع من الجسم المضيء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>