يأبى الأستاذ كاتب التعقيبات إلا ان تكون له الكلمة الأولى والأخيرة في إنتاج الأدباء وفي ذواتهم، وتثور ثورته، إذا ما وجد كلمة حقه هادئة أو متحمسة، رداً على تعقيباته، وهذه مجافاة للروح الأدبي الرياضي المنشود.
وقد كان نصيبي من الرد على بعض تعقيباته، حملة شعواء
على شخصي وأدبي، في العدد (٨٣٣) المؤرخ ٢٠٦١٩٤٩
أما حملته على شخصي فسأترك جزاءه لمجال آخر، ويهمني
الآن تصحيح الرد على ما جاء في هذه التعقيبات من وقائع
غير صحيحة
فقد زعم الكاتب أني سعيت إليه بوساطة رسول كريم لكتابة كلمة، ولو صغيرة عن كتابي (الشعر المعاصر) وإن هذا الرسول الموفد من قبلي - كما يقول - دميت قدماه في سبيل هذه الكلمة وإن الكاتب صارحه بأنه لو كتب عن هذا الكتاب لأهان قلمه وأهان (الرسالة) وأهان عقول القراء وهذه قصة خيالية، ابتدعها التوهم، فإن مركزي الاجتماعي، وتاريخي الأدبي الطويل، وخلقي المترفع، تدحض جميعاً، ما أسند إليَّ من لهفة لكلمة منه، يقدمني بها كما يقول، إلى الناس، فلست في حاجة إلى التقديم، وبحوثي الأدبية والاجتماعية، منذ أكثر من عشرين سنة وكتبي التي أخرجتها كفلت لي التقدير من الخاصة.
وأما عن كتابي (الشعر المعاصر) فقد حفلت به البيئات الأدبية
وأنصفته الأقلام الممتازة، وحفلت به وزارة المعارف واقتنت
منه عدداً (ضخماًً) لمكتباتها كما ازدانت مجلة الرسالة ذاتها
بكلمة عنه من قلم أحد محرريها، وهو زميل للكاتب المعقب