(١٠) ولكنه كان برغم عقيدته المسيحية محوطا (كذا) بالأتراك (ص ٢٢ نهرا) والأصل الإنجليزي كما يلي:
. . . ,
والفرق بين الأصل والترجمة شاسع بعيد، لأنك عندما تقول بأن فلانا كان محاطا باللصوص شيء يختلف كل الاختلاف عن قولك أن فلانا اتخذ لنفسه بطانة من اللصوص. والذي يرمي إليه الأصل هو أن فلانا هذا (على الرغم من عقيدته النصرانية اتخذ له بطانة من الأتراك) لأن مجرد أن يكون محاطا بالأتراك لا يؤدي المعنى المدرك من الجملة الأصلية، ويدل في جملة ما يدل عليه أنه كان محاطا بهم ولم لم يكن له رغبة في أن يكونوا من بطانته أو حاشيته؛ وأنه كان محاطاً بهم عنفا وأثرا على الرغم من إرادته. وقد جاء في القرآن:(إلا أن يحاط بكم). وليس شيء في هذا بمحمول في الأصل. ومثل هذا التفريط لا يصح أن يقع فيه شباب مثقفون تصدروا إلى إخراج عمل أدبي عظيم كدائرة معارف الإسلام.
(١١) وهنا ننتقل إلى مادة أخرى هي مادة (أباضيون) وقد جاء في هذه المادة (ص ١٣ نهرا) ما يأتي:
(وانتشر بسرعة بين البربر حتى أصبح المذهب القومي لهم، اتخذوه ذريعة لنضالهم مع أهل السنة من العرب) والنص الإنجليزي كما يلي: -
,
وهنا نلاحظ أولا أن كلمة الإنجليزية لا تأتي مطلقا بمعنى أنتشر. لأن انتشر تؤديها كلمة ولكن الأولى تؤدي دائما معنى التوسع في الشيء أو نشوءه وتطوره. وثانيا أن المترجم قال:(اتخذوه ذريعة لنضالهم مع أهل السنة من العرب) فجاءت الجملة غامضة لأنه لم يفصح عمن اتخذوه ذريعة في حين انها بينة في الاصل، والسبب في هذا راجع إلى أنه أهمل كلمة ولو عني قليلا بالترجمة لقال (اتخذه العرب الأفريقيون ذريعة للنضال مع أهل