السنة) وإذن تستقيم الجملة وتنطبق على الأصل ويزول عنها الغموض.
(١٢) وجاء في هذه الصحيفة ما يأتي:
(ولعب أباضيو طرابلس وأفريقية. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . الدور المهم في ثورة القرن الثاني الهجري التي كادت تجرد الخلافة من أفريقية) والأصل الإنجليزي كما يلي:
. . . . . . . . . . . . . .
وبالمقارنة بين الأصل والترجمة تجد وضوحاً في الأولى وغموضا في الثانية. السبب في هذا أن المترجم أهمل كلمة وهي حجر الزاوية في الجملة فقال:(ثورة القرن الثاني الهجري) وكان يجب أن يقول: (ثورة البربر في القرن الثاني للهجرة) لأنك لم تعرف من الذي ثار، ومثل هذا التفريط مفسدة للتاريخ وتعقيد على المطالع لا سبب له إلا التعجل في إبراز الآثار الأدبية. ثم أن كلمة الإنجليزية لا تؤدي معنى الثورة فعلا، بل تؤدي معنى فتنة، لأن الثورة لا بد من أن يعقبها انقلاب حقيقي في نظم الحكم أو في قوام الدولة كالثورة الفرنسية وكالفتنة المصرية. والفتنة لا تؤدي المعنى المقصود في الثورة الفرنسية أو انقلاب روسيا الحديث. والإنجليز شديدو الحرص على مراعاة مثل هذه الفروق. لأن التخليط فيها تخليط في التصور الذي ينتج عنها.
(١٣)(تفرق شمل الاباضيين في صحراء تونس والجزائر) الخ (ص١٣ نهر٢١) والأصل الإنجليزي كما يلي:
,
وأنت تقول تفرق شمل الجيش أو الجماعة ولكنه يجوز أن يجتمع شملهم مرة أخرى، ولكن الأصل الإنكليزي يريد أن يقول على الضد مما أراد المترجم أن الأباضيين عاشوا مشردين (آفاقين) في جماعات مصادفة وأتفاق، وشتان ما بين المعنيين لأن كلمة قد أثبتت في المعاجم الكبرى، وكما تدل حقيقة، وأمامها (أتفاقاً، واقع متفرقاً)، (راجع بدجر ص ١٠٠٩) وفي هذا تفريط لا يستهان به.
(١٤) وجاء في نفس الصفحة والنهر: (ولهم أدب ديني تاريخي هام: وجماعاتهم دائمة الاتصال بعضها ببعض تحرص حرصاً شديداً على حماسها المتأجج) والعبارة هنا عبارة