للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الحياة الأدبية في الحجاز]

للأستاذ إبراهيم هاشم فلالي

من المؤلم ألا يجد القارئ الحجازي في صحيفة (الرسالة) الغراء شيئاً عن أدب بلاده، بينما هو يجد في هذه المجلة الكريمة آداب الأمم العربية ممثلة فيها

فهل هذا القصور ناشئ عن الرسالة؟ أو هو ناشئ عن الأدباء الحجازيين الذين لا يتقدمون بإنتاجهم الأدبي إليها؟ إنك تجد من الأدباء الحجازيين من يقول لك أن الرسالة ضنت بنشر ما قدمناه لها. وقد تقول الرسالة إنها لا تضن بنشر كل ما يصل إليها من أي قطر إذا رأته صالحاً للنشر. والذي أراه أن الرسالة أصبحت لها من المكانة في قلوب أبناء البلاد العربية ما تغبط عليه، لأنها ما زالت تخدم فكرة العروبة ولغة العروبة، حتى ظن أبناء العروبة في شتى بلادهم إنها رسالتهم، فهي قمينة بأن يكتب لها الكاتبون وهم قمينون بأن تنشر لهم كل ما يكتبون، فكثرت لديها المواد، حتى أصبحت صفحاتها لا تسع كل ما يطلب منها نشره، وعلى الأخص بعد أن استحكمت أزمة الورق وتضاءل حجمها حتى أصبحت في الحجم الذي هي فيه الآن، ولم يبق لرئيسها إلا أن يتخير من المواد المتجمعة لديه ما هو أخلق بالشر من غيره. وله الحق في أن يختار ما يشاء ويهمل ما يشاء، وقد تضطره ظروف العمل إلى ذلك، فيرى الذين لم يقدر لإنتاجهم النشر أن لا باعث لهم على الكتابة للرسالة ما دام نصيبهم الإهمال - كما يخيل إليهم - وغالبية الأدباء، لهم مزاج لا يقوى على الاحتمال، ويتأثرون لأوهى الأسباب.

في الحجاز حركة أدبية طيبة، وقد كانت هذه الحركة تتمثل في جريدتي أم القرى وصوت الحجاز بمكة المكرمة، وفي جريدة المدينة ومجلة المنهل في المدينة المنورة. وانتشر الروح الأدبي بين الناس، فبرز بيننا أدباء جديرون بالإعجاب والتقدير، ووجدت هذه الحركة عطفاً وتشجيعاً من حكومتنا السنية، فحشدت كثيراً من الأدباء والشعراء في دواوينها. وكان لا يزال نائب جلالة الملك المعظم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل يرعى الأدباء ويعطف عليهم ويأخذ بايديهم، فانتعشت الحركة الأدبية، وافتتح لها سعادة الشيخ محمد سرور الصبان مدير المالية العام وكبير الأدباء قاعة في إدارة الإسعاف للمحاضرات الأدبية ليجد فيها كل أديب جواً صالحاً للإنتاج الأدبي القيم، ثم أسس شركة للطبع والنشر لتقوم بنشر

<<  <  ج:
ص:  >  >>