كثيراً ما يجري عن الأقلام، ويتردد على الألسن، ويقع في الأسماع والأبصار كلمات لا تنهج نهج أصول اللغة، ويلهج بها اللاهجون، وينقلها الخلف عن السلف في غير ما تحقيق وهو منهم قاب قوسين أو أدنى:
١ - قيد:
جاء في كتاب (نشوء اللغة العربية) تأليف الأب أنستاس ماري الكرملي ص ٢ قوله (وممن قال به ولم يحد عنه (قيد) شعره) بالفتح وصوابه الكسر تقول (قيد) شعرة - بالكسر - أي قدر شعرة، كما تقول (غلوة رمح (أي مقدار رمح، وهي كلها من ألفاظ القياس المكاني. وأما (القيد) بالفتح فبمعنى (رهن). قال الشاعر. (. . قيد الأوابد هيكل) وهي أيضاً واحد القيود من تقييد الدابة أي عقلها؛ وفي الحديث (اعقلها وتوكل).
٢ - جف الماء:
تعبير خاطئ يقع فيه فطاحل الكتاب ولا يلتفتون إلى موضع الخطأ فيه؛ يقال (جف العود أو الغصن) أي صار من الليونة والمرونة إلى الخشونة والصلابة والجفاف. واستعمال (جف الماء) بمعنى نشف أو تبخر وزال بلله استعمال خاطئ لا تسمح به اللغة، وإنما يجوز أن يفهم على معنى صيرورته من المائية إلى الصلابة بصورة (جليد) لن هذا الأخير هو الماء - أي صلب - فصار جليداً متماسكاً.
والصواب في استعمال (الجفاف) أن يقال (جف الثوب أو الإناء) أي ذهبت نداوته وأثر الماء فيه. ويقال (جف النهر) إذا زال عن قاعه وجانبيه البلل و (غاض) فيه الماء أي نقص أو زال.
٣ - قناة وقنال:
هذان اللفظان يستعمل كل في معناه المقصود منه، فأحياناً يقولون ويكتبون (قناة السويس) وأحياناً أخرى (قنال السويس). والأصوب لغة (قنال) باللام وهي لام التعريف في المضاف إليه في قولهم (قنا البحر أو قنا الماء) أي مجراه، ومن لفظ المضاف ولام المضاف إليه