للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

جان دارك

في سبيل الوطن

تأليف الأستاذ غانم محمد

هذا كتاب ألفه الأستاذ غانم محمد فاخرج به للناس درة من اثمن ما تحوي لجة التاريخ من درر، ونشر صفحة من اسطع ما طوى الدهر من صفحات. وهو بهذا الكتاب قد أذاع في الناس مثلاً أعلى للتضحية والفداء، ونموذجاً ساميا للوطنية المشتعلة الصادقة ممثلة في جان دارك، التي ارتفعت إلى مستوى القديسين وأولياء الله الصالحين. وما قولك في فتاة ريفية ساذجة لم تتجاوز من عمرها ثماني عشرة سنة قضتها في العمل المنزلي ورعي الغنم، تتصدى لإنقاذ الوطن من الاستعمار الإنجليزي الذي انشب أظافره في الأعناق ولم تكن لتزحزحه جحافل الجيوش. وكأنما أرادت عناية الله تبعث بهل لتخليص وطنها، فبينما هي جالسة في يوم من أيام الصيف في ظل دوحة ترعى غنمها. إذا بأوراق الشجر تهتز والأطيار تطلق أغاريدها عالية في الفضاء، فانتبهت جان من إطراقها ورفعت رأسها نحو الشجرة وأغصانها التي اهتزت فجأة. فشعرت برعدة تمشى في جسمها طولاً وعرضاً، ورأت السماء تنشق عن نور ساطع ينبعث من بينه هاتف يناديها ويردد اسمها ويقول لها في وضوح: (جان! جان! لا تخافي، كوني ابنة طيبة، فسوف تذهبين لنجدة ملك فرنسا) فتقدمت جان في ذهول نحو الصوت، فرأت أن التي تخاطبها هي القديسة كاترين وان التي بجوارها هي القديسة مرغريت، فانتفضت جان وتولد فيها شعور غامض من طرب وذعر، واعتزمت من فورها إنجاز ما تطلبه السماء، فالتمست حاكم

المنطقة تطلب إليه أن يرسلها إلى مليكها لكي تعينه بإذن الله فسخر منها هذا الحاكم ما وسعته السخرية، ولكنها أخذت تطلب وتلح في الطلب لآن أصواتها السماوية أمرتها بذلك وليس لها عن طاعتها مجيد، وما هي إلا أن أرسلها لحاكم في حرس عسكري إلى حيث ولي العهد - وقد مكر به الإنجليز وأقصوه على العرش بحجة عدم شرعيته لضم فرنسا إلى إنجلترا - فلم تكد تظفر جان بالمثول بين يدي الدوفين (ولي العهد) حتى أعلنت رسالتها التي تلقتها من القديسين الاظهار، والتي لم تزل الأصوات المقدسة تأمرها بها كل

<<  <  ج:
ص:  >  >>