للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

الليلة الثانية بعد الألف

سهرة المليونير

قصة عصرية على طراز ألف ليلة وليلة

للأستاذ محمد علي غريب

فلما كانت الليلة الثانية بعد الألف قالت شهرزاد: سأقص عليك أيها الملك السعيد قصة سهرة المليونير، قال الملك شهريار:

- ومن هو المليونير يا شهرزاد! أهو ملك قبيلة في الجان، أم تاجر لؤلؤ في جزائر واق الواق؟!

وتبسمت شهرزاد فكشفت عن أسنان كأنها الدر المنظوم، ثم قالت: لا هذا ولا ذاك أيها الملك السعيد، فالمليونير هو صاحب مليون من الدنانير فأكثر

- مليون من الدنانير! ما هذه الأحاجي أيتها الجارية! وكم هو عدد المليون؟

- يعني ألف ألف دينار يا مولاي. كل من ملك ألف ألف عد مليونيراً. ولنبدأ القصة من أولها. فقد زعموا أنه كان في مصر شاب أسمه الشاطر (ممدوح) توفى والداه في حادث قطار بخاري و. . .

- قطار بخاري؟ ما هذا الكلام المبهم!

- القطار البخاري يا مولاي مركبات تقودها آلة، وهذه الآلة تتحرك بقوة البخار وتأكل الفحم، ويسمع لها دوي هائل وهي تسير؛ فإذا تعرض لها أحد سحقته سحقاً. وقد وقع لأبوي الشاطر (ممدوح) ذلك فأكلهما القطار البخاري كأنهما قطعتان من الفحم

- وهل القطار البخاري يا شهرزاد منسوب إلى بخارى، وهل تجره خيول أم بغال؟

- كلا يا مولاي إنه منسوب إلى البخار: بخار الماء حين يغلي، ولا تجره خيول ولا بغال، ولكنه يسير على قضيب من حديد. ولنعد إلى الشاطر (ممدوح) فقد أصبح وحيداً في هذه الدنيا حتى عثرت به سائحة أمريكية

- تقولين أمريكية! من أي بلاد هي يا شهرزاد؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>