للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

درامة من اسخيلوس

٣ - محاكمة أُورست

(الدرامة الثالثة من الأورستية)

تتمة

للأستاذ درني خشبة

- ١٠ -

واهتزت مينرفا فوق عرشها الممرّد، وتوجهت بالقول إلى المحلّفين العدول من الأثينين:

- (أيها الأثينيون! أنتم يا من اجتمعتم للنظر معي في قضية هذا الدم المسفوك لأول مرة في تاريخ الإنسانية! أصغوا وعوا! إن شعب ايجيوس العظيم ليتلفّت قي أقصى الأرض ينظر هل ما يزال هذا البيت الذي أسِّس على التقوى وشيدت دعائمه على العدل، عند حسن ظنهم به، ورجائهم فيه!؟ إن بحسْب الأكروبوليس فخرا أن أقامَتْه الأمازون تقديساً لمجد إيرس الخالد، إذْ كن يقتفين أثر ثيذيوس، فنسين ذَحَلَهن، واطّرحْن إِحَنهُن، لأنه لاذ بهذا الجبل. . . فهل كثير أن تنسوْا أضغانكم، قبل أن تعطوني موثقكم، فلا تميلوا ولا تحيدوا، ولا تعدلوا عن سبيل الحق، حين تعطون أصواتكم، إما لأورست، وإما عليه!! إنكم هنا لا تخشون عنتا ولا ترهبون رهقا، وإنكم لرضيّون مخلصون، وإنكم لتتفجّر قلوبكم حنانا ورحمة! وإني هنا لأبارككم، وأنزل شآبيب رحمتي عليكم، مادمتم خابتين خاشعين، تَصَّدَّعون من خشيتي! وإني أبدا ساهرة عليكم، أوليكم معروفي، وأرزقكم بركتي فأنتم دائماً شعبي، وأنتم آخر الدهر أمتي. هلموا إذن فاكتبوا أصواتكم، ونقوا سرائركم، وبَروا أيمانكم، ألا تميلوا ولا تأثموا. . . وحسبكم ما قدمت لكم!!)

وهوّمت ربات الذعر تهويمةً ثم قالت:

<<  <  ج:
ص:  >  >>