[كهربائية باستعمال العين الكهربائية؛ وقد أمكنني أن]
أسجل فعلاً هذه الحوادث وأمثالها على ورق حساس
وفي العام الماضي توصلت لوضع طريقة لمعرفة وتسجيل منسوب النيل وعمق النيل وكمية الطمي المحمولة بمياهه مهما كان بعد المنطقة المراد دراستها عن مكتب رئيسي بالقاهرة مثلاً، وقد اشترك معي في هذا البحث العام الماضي روبير بيروه مخترع البالون المتقدم الذكر
هذه أمثلة مما بلغه اليوم العلم التجريبي وما أصبح عليه من قوة
ولا يقتصر العلم التجريبي اليوم على دراسة المظاهر الطبيعية أو على اختراع الأجهزة. بل يضع هذه المظاهر تحت عوامل وظروف جديدة. مثلاً نسلط على الماء تياراً كهربائياً فنحلله إلى عنصريه الأوكسجين والأيدروجين فنخلع عن الماء برقعه، وبعد أن كان يظهر للعين كأنه مادة واحدة يتضح أنه مركب من غازين، ونستقصي طبيعة الكهرباء وحقيقتها بأن نجعلها تخترق أنبوبة مفرغة من الهواء، ونضع سماداً في الأرض أو طبقة جديدة من طمي النيل ونرى أي العاملين أكبر أثراً على نبات الموسم القادم. ونُغير ري الأرض، وكمية الماء ونرى تأثر ذلك على محصول الفاكهة
وهكذا بتعديل متعمد للظروف الطبيعية وتغيير في العوامل المؤثرة على الظاهرة التي يراد دراستها تزيد معرفتنا لحقائق الأشياء بدرجة عظيمة ونتعلم نتائج جديدة لا سبيل لمعرفتها بانتظار الأيام والظروف. وهذا ما نسميه في العلم التجريبي الدراسة النوعية على أن أهم ما في العلم التجريبي هو الدراسة المقياسية كلنا يعلم أنه لتقليل حجم غاز مثلاً يجب أن نضغطه ولكن الباحث يريد أن يعرف القانون الكمي الخاص بهذا التغيير وتراه عندما ينتهي من وضع هذا القانون الذي يربط الحجم بالضغط يعتبر الحرارة كعامل ثالث فيضع قانوناً أعمم للثلاثة عوامل الحجم والضغط والحرارة - كذلك يدرسون عدديا العلاقة بين التيار الكهربائي والضغط الكهربائي في الأنابيب المضخمة في محطات الاستقبال المستعملة في الراديو وهكذا أمثلة عديدة لدراسة الكميات