للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[نقل الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

٨٤٨ - الفقير والغني

أبو بكر الخوارزمي

إن الفقير خفيف الظهر من كلُّ حق، منفك الرقبة من كلُّ رق، لا يلزمه أداء الزكاة، ولا تتوجه إليه غوائل النائبات، ولا يستبطئه إخوانه، ولا تطمع فيه جيرانه. ولا تنتظر في الفطر صدقته، ولا في النحر أضحيته، ولا في شهر رمضان مائدته، ولا في الربيع باكورته، ولا في الخريف فاكهته، ولا في وقت الجباية خراجه وعشره، فإنما هو مسجد يحمل إليه، ولا يحمل عليه، وعلوي يؤخذ بيديه، ولا يؤخذ من يديه، يتجنبه الشرطي بالنهار، ويتوقاه العسس بالليل وفي الأسحار، فهو إما غانم أو سالم. والغني إنما هو كالغنم غنيمة كلُّ يد سالبة، وصيد كلُّ نفس طالبة، وطبق موضوع على شارعه النوائب، ومنصوب على مدرجة المطالب، تطمع فيه الإخوان، ويأخذ منه السلطان، ويتطرق إليه الحدثان، ويتحيف ماله النقصان. . .

٨٤٩ - العقل

شرح (أدب الكتاب) لموهوب الجواليقي:

. . . عن محمد بن المزربان عن شيخ له قال: قال الأصمعي: كانت العرب تقول: من كانت فيه خصلة أحمد من عقله فبالحرى أن تكون سبب هلاكه.

فحفظت الحديث، فحدثت به المدائني، فقال: هذا حديث حسن، وعندي آخر يشبهه، كانت العرب تقول: من لم يكن عقله من أكمل ما فيه، كان هلاكه من أيسر ما فيه.

فحفظت الحديثين، فحدثت بهما أحمد بن يوسف فقال: هذان حديثان حسنان، وعندي آخر يشبههما: كانت العرب تقول: من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه كان سريعاً إلى حتفه.

فحفظت الأحاديث، فحدثت بها أبا دلف فقال: هذه أحاديث حسان، وعندي حديث أحسن منها غير أنه لا يشبهها، كانت العرب تقول: كلُّ شيء إذا كثر رخص إلا العقل فإنه إذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>