للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بين سيد قطب والحقيقة]

للأستاذ صلاح ذهني

لم تعد المعركة بيني وبين سيد قطب، فقد خرج الأمر من يدي. . .

المعركة الآن بين سيد قطب وبين الحقيقة الواضحة. أنه أن صلح ناقداً للشعر فلن يصلح ناقداً للقصة. ذلك لأن أبسط ما يستلزمه فهم القصة الحديثة ودراستها وفهم المدارس الأدبية إطلاقاً هو الإلمام بلغة أجنبية. ولو أن سيد قطب قصر كلامه في مقاله عن تيمور على إبداء الإعجاب والسخط، ولو أنه لم يتعالم فيتكلم عن مدارس الأدب ويأخذ في التقسيم والتوزيع. لو أنه قنع بذلك دون أن يقحم نفسه فيما جر عليه الخطأ، إذن لما كان يعنيني أن أرد عليه. لكنه أبى إلا أن يحشر نفسه في مجال لا يفهم فيه، ولا يعيبه ألا يفهم فيه.

وبعد. فلأخاطب القراء فيما بين سيد قطب وبين الحقيقة من خلاف، ولأعرض عليه القضايا التي أثرتها في وجه سيد قطب.

١ - حار سيد قطب في أمر تيمور فقلت له أنه من كتاب القصة القصيرة ومكانته بين ذوي النزعة الواقعية

٢ - حشر الصديق يوسف جوهر حشراً في زمرة الناسجين على منوال موباسان. فقلت له: إن هذا خطأ، لأن يوسف جوهر ينحو نحواً غير الذي تنحوه القصة عند موباسان

٣ - ذكر الأستاذين توفيق الحكيم والمازني في أصحاب القصة؛ والأول كاتب روائي ومسرحي ورائد فن قائم بذاته، والثاني كاتب مقالة ممتاز مهما يكن القالب الذي يصطنعه

ذلك في مقال الأول، أما في مقاله الثاني، فقد زج بنفسه مرة أخرى فيما ليس له فيه، وزعم أنه كشف عن هنات أربع للأستاذ نجيب محفوظ في روايته كفاح طيبة، ونبه إليها المؤلف في لهجة توهمه أنه إزاء عالم في المصريات. . .

١ - قال: إن نجيب محفوظ مخطئ لأنه قدر حكم الرعاة بمائتي عام. فقلت له: بل مصيب لأن ذلك هو التقدير الصحيح

٢ - وقال: إن بلاد النوبة تسمية حديثة. فقلت له: بل هي تسمية قديمة ولصقت بهذا الإقليم من أرض مصر حتى العصور الحديثة

٣ - وقال: إن الاسم الصحيح لهذه البلاد هو بلاد بنت فقلت له: إن بلاد بنت هي

<<  <  ج:
ص:  >  >>