للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعليق على:]

(فائدة الأربعاء!)

للأستاذ علي الطنطاوي

هذه كلمة صغيرة من باب ما نشره الأستاذ في (فائدة الأربعاء)، وما أفتى فيها ذلك (العالم الكبير) الذي أولع - غفر الله له - بتبرير كل ما تفعل العامة، والاستدلال عليه، والدفاع عنه، ولو كان خطأ محضاً، ولو كان ظاهراً فيه الخروج على مبدأ التوحيد الذي جاء به الإسلام نقياً واضحاً، دأبه في ذلك دأب زميله الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله رحمة واسعة، فإنه كان على علمه وأدبه يذب عن عقائد العامة، ويسخر للدفاع عنها قلمه البليغ، ويناضل عنها ويهجو العلماء المصلحين بالقصائد الطوال، حتى أنه تطاول على علامة العصر السيد رشيد رضا، وعلى شيخه مربي الجيل الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رضي الله عنهما.

وسبب ذلك كله ابتغاء الخطوة عند العامة، والرغبة في نيل احترامها وتقديرها، وإلا فكيف يخفى على مثل الشيخ يوسف النبهاني والشيخ يوسف الدجوي، وهما هما في سعة العلم، وبلاغة القلم، وحدة الخاطر، أن الذي يدعو إليه السلفيون من لدن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى الشيخ محمد عبده والسيد رشيد رضا والشيخ جمال القاسمي - أن الذي يدعون إليه إنما هو الرجوع إلى الكتاب والسنة، ونبذ البدع والخرافات، وطرح الأحكام والاجتهادية التي لم يرد فيها نص ولم يبق إليها من حاجة، وليس على شيء من ذلك رد، ولا للجدال فيه مجال؟

وكيف يخفى على عالم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنعه ما كان يقاسي من آلام المرض الذي قبض فيه من أن يبين أن الله لعن قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - وأن المسلمين أمسوا اليوم، وما مسجد من مساجدهم إلا وفيه قبر أو أقيم على قبر، وأكثر هذه القبور لم تصح نسبته إلى صاحبه. هذا مسجد دمشق الكبير، من يستطيع أن يثبت أن القبر الذي فيه هو قبر سيدنا يحيى عليه السلام، وقبر سيدنا الحسين في القاهرة من يثبت أنه فيه مع أن رأسه في المشهد المعروف باسمه في مسجد دمشق وجسده في كربلاء؟ وكيف يكون في بيروت مقام سيدنا يحيى وليس في هذا المقام قبر ولا شبهه؟ ولكنهم كرهوا أن يكونوا

<<  <  ج:
ص:  >  >>