في عصر يوم الخميس الماضي ألقى الأستاذ محمد جلال عبد الحميد في سراي الجمعية الزراعية الملكية محاضرة موضوعها (دراسة اجتماعية لبعض قبائل السودان)، وهي ملخص لمشاهداته ودراساته العلمية أثناء رحلة استغرقت نحو السنتين بين هذه القبائل في السودان وأوغندا، استهلها بنبذة قصيرة في تاريخ البعثات الإثنولوجية بالسودان وأواسط إفريقية فقال: إن البعثات في أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر كانت جغرافية وعسكرية ودينية، ولم تبدأ البعثات الإثنولوجية في تلك المناطق إلا في نهاية القرن الثامن عشر، وآخر هذه البعثات هي التي قام بها هو في حوض النيل ابتداء من أكتوبر سنة ١٩٣٦ إلى ديسمبر سنة ١٩٤٠؛ فبحث فيها أولاً عن الريف المصري، ومنطقة نيمولي، والمنطقة الجنوبية من مديرية الجزيرة، ومنطقة البحر الأحمر، ومنطقة بلاد النوبة؛ وثانياً عن الثروة العلمية لحوض النيل.
ثم انتقل إلى دراسة البيئة الجغرافية وأثرها في السكان. ثم تكلم عن الأجناس البشرية، ثم عن الحياة الاجتماعية، ثم عن الحياة الدينية، ثم عن الحياة الأدبية والفنية، ثم عن النشاط المادي؛ وختم المحاضرة بخلاصة لدراسة سكان حوض النيل من الوجهة العلمية، وإمكان وجود قانون اجتماعي للتطور البشري، وقد اكتفينا بسرد عناصر هذه المحاضرة القيمة اعتماداً على أن الأستاذ المحاضر سيرسل إلينا خلاصة وافية لها.
وقد قدم المحاضر إلى الجمهور الدكتور محمد محمود غالي بهذه الكلمة:
عندما سمح سعادة فؤاد أباظة باشا لجماعة تبسيط المعارف أن يقوموا بإلقاء محاضرات في السراي الصغرى، كان هذا كسباً لأعضاء هذه الجماعة، وهذه هي المحاضرة الثانية يلقيها صديقنا الأستاذ محمد جلال عبد الحميد، يحدثنا فيها عن شيء من بحوثه الاجتماعية عن قبائل تحيا في الحوض الطبيعي ذاته الذي نحيا فيه وعلى النهر العظيم الذي نعتمد عليه.
كان يربطني بصديقي المحاضر ذكريات تجعلني أثق بشخصه وأنظر بعين الاطمئنان لبحوثه، وإنني سعيد باهتمام حضرة صاحب السعادة أباظة باشا بشأن جلال ومعاونة سعادته له ودعوته إياه، هذه الدعوة التي جاءت تكريماً لصديقنا العالم.