يؤدي احترام المسلم للتجارة إلى اتساع دائرة معرفته بالناس على اختلاف درجاتهم اتساعاً عظيماً؛ وينشط قانون انفصال الجنسين حرية المعاملات بين التجار إلى مدى بعيد، إذ يسمح للتاجر أن يشارك غيره - بصرف النظر عن اختلاف الثروة أو الدرجة - دون خشية اقتران شخصين متفاوتين بالزواج؛ وتتمتع النساء مثل الرجال بسعة المعاملات التجارية مع الغير من جنسهن
ويتكلف المسلمون ويدققون في شمائلهم الاجتماعية إلى أقصى حد؛ ويقوم الكثير من عاداتهم الشائعة على تعاليم الدين، وذلك يميزهم في مجتمعاتهم من كل قوم آخرين. ومن عاداتهم تحية بعضهم بعضاً بقولهم:(السلام عليكم) فيرد من يحيونه بقوله: (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته). ولا يوجه المسلم هذا السلام إلى من يخالفه في الدين ولا بالعكس؛ ويجب على المسلم أن يحيي المسلم بهذه التحية، إلا أن إهمال هذا الواجب لا حرج فيه. ويجب رد التحية على الإطلاق؛ فالتحية (سنة) وردها (فرض). وقد يحيى المسلم مع ذلك خطأ من يخالفه في الدين، وليس على هذا أن يرد التحية. وينقض المسلم تحيته عندما يتبين خطأه بقوله:(السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)؛ وكذلك يفعل أحياناً إذا حيا مسلماً ورفض أن يرد السلام
وأهم آداب السلام كما أملاها الرسول (ص) وكما يتبعها المصريون المحدثون ما يأتي: يبدأ الراكب بالسلام على الراجل، وألعابر على الجالسين قلوا أو كثروا، والفئة القليلة أو أحدهم على الفئة الكبيرة، والصغير على الكبير، ولما كان يكفي أن يوجه السلام واحد من الجماعة فكذلك يكفي أن يرده واحد. ويجب على المسلم أيضاً أن يحيي أهل المنزل عند دخوله وخروجه؛ ويجب دائماً أن يبدأ بالتحية ثم يتحدث. وللآداب السابقة بعض الشواذ فلا يلزم مثلاً في المدينة المزدحمة تحية أكثر هؤلاء الذين قد يمر بهم الإنسان ولا في الطريق حيث يقابل المرء عدة عابرين. إلا أن العادة جرت على أن يحيي الرجل الموسر أو الحسن الهندام أو الشيخ المحترم أو أي شخص وجيه من يبدو إنه رفيع المكانة أو عظيم الثروة أو من رجال العلم ولو كان الطريق حافلاً. وعادة المهذبين أن يضع من يسلم أو من يرد