للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[يجب أن يتحرر التشيك]

(لماذا يجب أن يتحرر التشيك؟): هذا عنوان رسالة للاتحاد الوطني التشيكوسلوفاكي بأمريكا جاء فيها: التشيكوسلاف أمة قديمة في أوربا، يرجع تاريخهم إلى العصر المسيحي القديم.

وهم جزء من ذلك العنصر السلوفي الذي حكم أواسط أوربا يوماً ما، وامتد ملكه إلى حدود نهر الألب وجبال الألب من الناحية الغربية، وبحري البلطيق والإدرياتيك من ناحيتي الشمال والجنوب. . .

والثقافة التشيكية تعادل أرقى الثقافات التي ظهرت في قارة أوربا. فقد أتيح لها أن تجمع كثيراً من المدنيات العظيمة، فحملت شجرتها للعالم ثمار المدنيات البيزنطية والألمانية والفرنسية وللتشيك أثر عميق في المدنية الأوربية، وعلى الأخص العصور الوسطى وفجر العصور الحديثة، وقد كان الشعب التشيكي فيما بين القرن الثالث عشر والقرن الخامس عشر عاملاً هاماً في حمل رسالة القرون الوسطى، وكان ملوك (التشيك) رءوس الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ولهذه المملكة الفخر في إنشاء أول كلية في أواسط أوربا؛ ولمركزها الممتاز بين مختلف الدول كان لها أعظم شأن في عالم التجارة وبيوت الأموال؛ وقد انتعشت فيها الفنون والعلوم بانتعاش الحالة المالية وتوفر أسباب الترف والعيش الرغيدين للأهلين.

كان التشيك في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر أبطال حرية الفرد وأنصار الديمقراطية الصحيحة. وكان (جورج بودبراد) ملك التشيك، يدعى دائماً لفض الخلاف الذي يقع بين الألمان أو السادة الهنجاريين، وكان في مقدمة رجال السياسة الأوربية الذين يدعون إلى فكرة الاتحاد الدولي لمحبي السلام من الأفراد والممالك، وإيجاد رابطة قوية منهم لحماية القانون والنظام العام.

ولما فقد التشيك حريتهم في عام ١٦٢٠ نجحوا في الاحتفاظ بلغتهم وثقافتهم وتقاليدهم على الرغم من المظالم التي أحدقت بهم. وقد أخرجوا إلى العالم في تلك الفترة المظلمة في تاريخهم (كومنسكي) المشهور، وهو من أكبر رجال التربية الذين عرفهم التاريخ.

ولما كان القرن التاسع عشر وضع التشيك لأنفسهم مبادئ عملية لنيل حقوقهم السياسية والوطنية وكانت الديمقراطية والسلم رائدهم في كل الخطوات، وقد برهنوا دائماً على

<<  <  ج:
ص:  >  >>