خلقان لا يفارقان طبيعة الألماني: عجزه عن إدراك أمر من الأمور إلا من وجهة نظره الخاصة، وقصوره عن فهم معنى الاعتدال.
إن مأساة الدكتاتور كائناً من كان، هي أنه بتقييده حرية الرأي، يفقد معونة خير رجاله وأصلحهم، وأنه لا يحتمل معارضة أي إنسان. فكل من وهبهم الله شيئاً من الشجاعة لإبداء آراء مخالفة لوجهة النظر التي يراها، يضحي بهم واحداً بعد الآخر، حتى يصبح وليس معه إلا بعض الأفراد المتملقين الذين لا يعرفون غير كلمة (نعم) في سائر الأحوال.
وإذا كان الدكتاتور يتأثر إلى حد ما بمن يلتفون حوله، فإن الهر هتلر لا يعتمد إلا على رأيه في كل ما يتوجه إليه. وقد قل لي (الفيلد مارشال جورنج) ذات مرة: نحن عند البت في أمر من الأمور لا نكون إلا كالحجر الذي تقف عليه الآن، فللفوهرر وحده يرجع البت في كافة الشؤون. . .