كلما درسنا تاريخ قدماء المصريين وتاريخ الهنود القدماء،
لاحظنا وجود التشابه بينهما ظاهرة وواضحة. لذلك نورد هذا
البحث عساه يكون موضع إمعان واهتمام لدى علماء مصر
والهند
الديانة المصرية القديمة
تعتمد العقيدة الرسمية عند قدماء المصريين على أسطورة قديمة ترجع إلى ما قبل التاريخ في نسبتها، وهي عقيدة الثالوث المقدس:(١) أوزيريس إله الإنبات والخصوبة أو إله النيل. (٢) إيزيس إلهة الحكمة والتشريع. (٣) توت إله العلم والتدبير.
ثم عرتها قوانين التحول والتدرج وانتقلت إلى عقيدة التاسوع المقدس بدل الثالوث المقدس وهي ترجع إلى القوى الطبيعية المؤثرة في الكون وهي:(١) الماء. (٢) رع (الشمس)(٣) سرا (الهواء). (٤) تيفينة (القراغ). (٥) جيب (الأرض). (٦) توت (السماء). (٧) أوزيريس (النيل). (٨) إيزيس (الأرض الخصبة). (٩) سيت (الأرض القاحلة) أو الصحراء (نيفتيس)
وقد أعطى المصريون لهذه الأشياء صفة الألوهية واعتقدوا أيضاً أن هناك ربّاً هو رب الأرباب وأطلقوا عليه اسم (توم)، واستمرت الحال على ذلك حتى جاء عهد (مينا) الأول فأعلن أن الإلهين (حوريس) خليفة (أوزيريس) في الألوهية و (سيت) عمه وخصمه في دعوى الألوهية قد حلاّ في جسده وابتدأ تأليه الملوك (الفراعنة). ولم يستمر الفراعنة موضع القداسة لحلول الإلهين فقط، بل ارتقى فرعون وصار يحل فيه (رع) كبير الآلهة.
ثم تحولت عقيدة الحلول من الملك إلى الأجسام التي تتصل بالخصب والإنتاج والبذر والأثمار والأحياء التي تمتاز بميزة يعرفها الفلاسفة والكهان، فأحلوا آلهتهم أحياناً في ثور (عجل أبيس) وأحياناً في قط وأحياناً في ثعبان وأحياناً في تمساح.