ولقد وصف بعض الكتاب هذه العبادة قال:(على هياكل المعابد سجف منسوجة بالحرير؛ فإذا تقدمت إلى نهاية المعابد لترى التمثال تقدم إليك كاهن في سكينة ووقار وهو يرتل مزاميره فيزيح قليلاً من الستار ليريك الإله، فلا ترى إلا قطاً أو تمساحاً أو ثعباناً أو حيواناً مؤذياً، فكان إله المصريين دابة ملونة على بساط أرجواني)
هذه هي الديانة المصرية القديمة في أدوارها المختلفة وتلك هي أهم عناصر تكوينها. وبجانب هذا نعرض على القارئين الكرام أهم نواحي الديانة الهندية القديمة لنقارن بين الديانتين فنقول:
الديانة الهندية القديمة
تدل الأسفار القديمة والآثار العتيقة التي ترجع نسبتها إلى ما قبل التاريخ على أن قوام الديانة الهندية القديمة هي القوى المؤثرة في الكون وهي الأقانيم الثلاثة المكونة من (١) براهما (الشمس) الإله الخالق للكائنات وهو إله العلم والتدبير، والحكمة والتشريع (٢) سيفا (النار) إله القضاء والسحر والفناء (٣) فشنو (الأرض) إله الرحمة والخصوبة والسقاية (الكنج وجمنا وبراهما بوترا وغيره من الأنهار المقدسة)، ثم لم يلبثوا أن جسدوها واعتقدوا حلولها في بعض الأجسام فأقاموا التماثيل وعبدوا الأصنام لحلولها فيها فتعددت آلهتهم حتى بلغت ستة وثلاثين من الماء (الأنهار) والهواء والسماء والشمس والأرض الخصبة والقاحلة والأشجار والأثمار وغيرها من الأجرام الأرضية والسماوية فأحلوا آلهتهم في الأحياء التي تتصل بالخصب والإنتاج والبذور والأثمار والأجسام التي لاحظوا فيها ميزة فعبدوا الحيوانات المخيفة المؤذية كتنين مفزع وتمساح هائل مخيف وعبدوا البقر والفيل وهلم جرا.
كل هذه الأشياء قد بلغت إلى درجة الألوهية في نظرهم، لهذا أقاموا لعبادتها معابد وصوامع وزينوها على النمط المبين في وصف الكاتب المؤرخ للمعابد المصرية وهياكلها. واستمرت الحال على ذلك حتى اعتقدوا أن بعض آلهتهم حلت في جسم الإنسان وهو الملك، ومن ثم ابتدأت عقيدة تقديس الملوك أو حلول اللاهوت في الناسوت، ولا تزال هذه العقيدة باقية في كثير من نواحي الهند كبلاد الأراكن وجزيرة برما وتيبارا في شرق البنغال وآسام وغيرها من المناطق التي يدين سكانها بتأليه الملوك. واعتقدوا أيضاً أن هناك إله