هذه إلمامة موجزة لما في الديانتين القديمتين من التشابه، وهو من الوجهة الدينية، وكذلك الحال من الوجهة الاجتماعية العامة من الأخلاق والآداب والعادات والتقاليد، كما لا يخفى على الباحث المدقق والدارس المحقق
يتساءل الباحث ما هو وجه التشابه بين الديانتين القديمتين؟ وهل كانت هناك بين الأمتين علاقة دينية أو ثقافية أو اجتماعية؟ وهل كانت أسباب المواصلات بينهما متوافرة؟ أم كانت هناك جماعة رحالة طاب لها المقام فاستقرت أم ضاق بها المعاش فانتشرت؟ أم طردها العدو فالتجأت؟ وحملت معها الديانة والمدنية والحضارة والثقافة والتقاليد والعادات وغيرها من المقومات الضرورية للحياة، فعلى هذا أين كان موطنها الأصلي؟ مصر، أم الهند؟ وما الذي دفعها للنزوح إلى ما وراء البحار؟
كل هذه الأسئلة تمر بخاطر الدارس من غير شك، ومفتاحها تصفح التواريخ السيكولوجية للأمتين للبحث عن نفسيتهما وعقليتهما وميزاتهما التي تمثل أصل حضارتهما، وتتبع النقوش في المعابد التي لم يؤثر فيها كر الغداة ومر العشى، وكل ذلك يشير إلى أن في طيات ذلك الدفين لم ينشر بعد من قبره حضارة زاهية اشتركت في تكوينها جميع أفراد هاتين الأمتين بيد أن أكثر تلك الآثار لا تزال مبهمة ولم يبين كنهها، ولا يزال البحث جارياً لكشف ذلك، وقد أخذت الأسباب تتوافر ومادة الاستقراء تتكون بفضل الأجهزة العلمية الحديثة. وهانحن أولاء ندعو علماء مصر والهند للتعاون على هذا الموضوع التاريخي. فهل من مجيب؟