للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[من الموضوعات التي نالت الجائزة في المباراة]

[الأدبية]

التربية الوطنية الاستقلالية وأثرها في بناء الأمة

للأستاذ محمد عبد الباري

- ٢ -

النشأة الأولى

لست أدخل في مناقشة مسائل التربية وعلم النفس وأنا أحاول كتابة كلمة مفروض أنها كما هي للخاصة، ولهذا فإني أستعرض الأدوار التي تمر بنا جميعاً مجرد استعراض قصد توجيه النظر العادي

(من شب على شيء شاب عليه) جملة قصيرة شائعة بين الخاصة والكافة هي جماع ما أريد تقريره

يولد الطفل طليقاً من كل قيد. ومن المستطاع تربيته على الفضائل الاجتماعية منذ نشأته الأولى إذا ما تركناه على سجيته متناولين حركاته بالتقويم الرشيد دون إفساد طبيعته

هذا يقتضي بلا ريب أن يكون لدى الأم فكرة عامة؛ وهذا الإدراك الضروري للأم ليس من الأمور الهينة في مثل بيئتنا، لكن هذا لا بد منه؛ وما دام لا بد منه فلا سبيل إلى إهماله. أما كيف تصل إليه فلا تسع له مجال القول هنا، ويكفي القول بأن الأمر من الأهمية بحيث يرخص في سبيل تحقيقه كل غال، ويسهل في سبيل الوصول إليه كل صعب. وهل هنالك غرض أسمى من بناء الأمة بناء متيناً؟

أول ما تجب العناية به في أمر الطفل تربية جسمه طبقاً لقواعد الصحة، والعناية بغذائه وبنظافته؛ يتلو هذا في الأهمية ويقترن به في التبكير عدم تقديم كل ما يريد بغير تكليفه السعي إليه. يجب أن يربى على السعي لتتكون لديه فكرة الاعتماد على النفس. فإذا أشار إلى شيء ليحصل عليه، يجب أن يقرب إليه بحيث لا يتسنى له الحصول عليه إلا بمحاولة جسدية. وإذا ما كان في مقدوره أن يحبو فيجب أن يوضع الشيء بحيث يحبو إليه ليصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>