للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة العلم]

أرض تدور وإنسان يحيا ويموت

للدكتور محمد محمود غالي

الفراغ الذي تنتقل في أنحائه - الزمن والحوادث - الأرض

التي تدور - الكون مجموع العوالم - الإنسان يحيا ويموت

نبدأ الكلام عن الفراغ أو الحيز الذي نتنقل فيه، ونتكلم عن الزمن الذي يمر علينا لاتصالهما بفلسفة كل علم، وأي علم نستطيع أن نتعلمه أو فلسفة نستطيع أن نناقشها لا يكون الفراغ والزمن عاملين أساسين في دراستهما؟ هذان العاملان ظلا أساساً للعلوم من عهد المصريين والإغريق؛ فليس في وسعنا أن نتحدث عن الأرض والكون والإنسان المفكر دون أن نرجع مبدئياً إلى هذين البحرين اللذين تكتنف لججهما جميع المخلوقات: الحيز والزمن.

وسنعرض لهما في هذه الكلمة حسب الأوضاع التي ألفناها فلا نتعرض اليوم لفهمهما وفق أحداث الآراء

أما الفراغ أو الحيز فإننا نلمسه بحواسنا وندركه بتحركنا. كلنا يعلم أننا، ونحن في مكان معين، نستطيع أن ننتقل شرقاً وغرباً أو شمالا وجنوباً أو إلى أعلى وأسفل، كما نستطيع أن ندور حول نقطة ثابتة، أو نكون في حالة نلفي فيها حركتنا مجموعة من هذه الحركات كحركة شخص داخل سفينة تتأرجح فوق عباب الماء بالنسبة إلى منارة على شاطئ البحر

وأما الزمن وفق تصورنا البدائي فكلنا يعرفه ويدركه بالحوادث التي تقع لنا، فنقول: لم نر فلاناً منذ رحيله للإسكندرية، ونقدر طول غيبته بعدد من الأيام، وينشأ من ذلك أن أهم الحوادث بالنسبة لنا دورة الأرض حول محورها، فهي التي تولد الليل والنهار ويسمى مجموعها (يومياً) وقد اعتدنا تقسيمه إلى ٢٤ ساعة، وكان من الجائز أن نقسمه إلى عشرين ساعة أو عشر، فتقسيم اليوم إلى أي عدد من الساعات عمل اعتباطي من اختيار الإنسان لا دخل للطبيعة فيه. فلو أننا اتفقنا على أن نجعل اليوم عشر وحدات جديدة تسمى كل منها احتجنا إلى إدخال أي تغيير في آلات قياس الزمن التي نسيمها (ساعة) سوى تغيير في

<<  <  ج:
ص:  >  >>