قرأت بالعدد (٥٠٩) نبذة للأستاذ عبد المتعال الصعيدي يرد بها على نظريتي الجديدة عن ذي القرنين التي هدمت بها النظرية القديمة التي كانت تقول إن ذا القرنين المذكور في القرآن الكريم هو الإسكندر الأكبر، وأثبت بالأدلة القاطعة (بالعدد ٥٠٨) أن ذا القرنين كان مؤمناً، في حين أن الإسكندر كان وثنياً فاسد الأخلاق سفاكاً للدماء سكيراً قاسياً. وينص القرآن الكريم على أن ذا القرنين اتجه غرباً أولا ثم اتجه شرقاً، في حين أن الإسكندر اتجه شرقاً أولا ثم اتجه جنوباً ولم يتجه غرباً إلا أخيرا.
وأثبتُّ أيضاً (بالعدد ٥٠٦) أن كلمة ذا القرنين ما هي إلا لقب ملوك الفرس ابتداء من الملك كورش إلى الملك دارا الثالث بدليل أن آيات القرآن الحكيم عن ذي القرنين نزلت بناء على سؤال اليهود للنبي عليه الصلاة والسلام عن ذي القرنين المذكور عندهم في التوراة (سفر دانيال) والتوراة تنص صراحة على أنه لقب ملوك دولة فارس التي أسقطها ملك من ملوك اليونان. وإذا بحثنا في التاريخ عن ملوك هذه الدولة الذين ينطبق عليهم هذا الوصف نجدهم ابتداء من الملك كورش العظيم إلى الملك دارا الثالث الذي في عهده قضى الإسكندر على دولة الفرس. والملك كورش اتجه غربا أولا واستولى على سوريا حتى وصل البحر الأبيض (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة). ثم اتجه بعد ذلك شرقا حتى وصل بلاد التركستان حيث توجد إلى الآن آثار السد القديم (اقرأ العدد ٥٠٦) والملك كورش وخلفاؤه كانوا على دين زرادشت نبي الفرس الذي كان يؤمن بوحدانية الله والجنة والنار والصراط والأعراف (اقرأ العدد ٥٠٨)
وبعد هذه الأدلة القويمة نجد الأستاذ يقول بالعدد الأخير إن وثنية الفرس واضحة، في حين أنه لو كلف نفسه قراءة كتاب تاريخ فارس كما أوضحت بالعدد ٥٠٨ لاقتنع بهذا الرأي ووجد أن الملك كورش كان على دين زرادشت. ولو اطلع على كتاب صبح الأعشى وكتاب تاريخ حياة زرادشت تأليف من أن دين زرادشت يؤمن بوحدانية الله والجنة والنار والصراط والأعراف. ولقد كان زرادشت قبل الملك كورش بسنين قلائل، ولذلك كانت مبادئ هذا الدين لا تزال سليمة لم يطرأ عليها تحريف بعد