للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

من أساطير الإغريق

هرقل

مولده. نشأته. قوته الخرافية. مجازفاته

للأستاذ دريني خشبة

كان قلب الإله الأكبر شيوعية في دولة الحب. . . ولم يكن يقصر هواه على ربات الأولمب فحسب، بل كان يفتتن بكل حسناء من بنات حواء وطالما وصل أسبابه بأسباب الغيد الأماليد من ظباء دار الفناء. . هذه الحياة الدنيا. . .

ولقد كانت زوجه حيرا تقعد له بالمرصاد، لما تعرف من تصابيه، ولقلة ثقتها فيه، فلما علق الفتاة الفاتنة، ألكمين، إحدى أميرات هيلاس، كان يبالغ في الحذر حتى لا تفجأه زوجه معها كما فجأته مع الحسناء يو من قبل

ونعم الحبيبان بحياة راضية، ووضعت ألكمين طفلها العاتية الجبار هرقل، وما كاد النبأ يذيع في دولة الأولمب حتى ثارت ثائرة حيرا واسقط في يدها. . . لأنها لم تعد تستطيع الانتقام لكبريائها من منافستها في قلب زوجها (زيوس) تلك المنافسة التي ارتفعت إلى مرتبة الآلهة بعد إذ وضعت غلامها ابناً لسيد أرباب الأولمب

ولكنها، وهي المجبولة على الشر دائماً، آلت إلا أن يرتد نور الحياة المتلألئ ظلاماً في عيني ألام، وذلك بالفتك بوليدها المحبوب، فأمرت حيتين رقطاوين من أبالستها أن تسعيا إلى مهد الطفل، وان تندسا فيه، حتى إذا سنحت لهما فرصة أودتا بحياته، وعادتا بإثارة منه تشهد على إنفاذ ما أمرتا به

وسعت الحيتان حتى استقرتا في المهاد الوثير، وانتهزتا غفلة من الخدم فانقضتا على الفريسة الصغيرة، وأوشكتا أن تظفرا بها. . .

ولكن هرقل الصغير الهادئ، افتر عن ثغر شتيت مشرق، وقبض بأصابيعه الصغيرة الدودية على راس كل من الحيتين، وبضغطتين هائلتين حطم عظامهما جميعاً. وكان الخدم قد اقبلوا، فلما شهدوا الأفعوانين صرخوا وأعولوا، بيد أنهم بهتوا وطار الصواب من

<<  <  ج:
ص:  >  >>