أحب ليونْتس ملك صقلية زوجه الحسناء الفاضلة هرميون حباً يقرب من العبادة
وكان صديقه بوليكسينز ملك بوهيميا أحب الناس إليه بعد هرميون، لأنه رفيق الصبا وخِدن الشباب وزميل المدرسة. . . فلما فصلت الأيام بينهما لارتقائهما أريكة الملك، ظلا يسقيان فروض الصداقة، ويرعيان عهود المودة، ويتبادلان الهدايا والتذكارات والُّهي
ثم دعا ليونتس صديقه لزيارته، وألح في دعوته، فأقبل بوليكسينز ليحل ضيفاً على البلاط الصقلي، ولقيه الملك لقاء المشوق المستهام، وقدمه إلى زوجه هرميون أعز صديق بل أعز شقيق
وأخذا يتنادران في النهار ويسمران في الليل، ويقص أحدهما على الآخر ذكرياته، ويستعيدان ملح الطفولة ورقائقها، ويستعرضان صور الشباب الوارف الفينان، وهرميون أثناء ذلك تصغي إليهما وتقبل على حديثهما وتسرّ به، وكان زوجها يوصيها خيراً بضيفه فكانت تحتفي به، وتبتكر الأساليب لإدخال السرور على نفسه
وأستأذن ملك بوهيميا صديقه في الأوبة، فأبى ملك صقلية إلا أن يتلبث. . . فألح ملك بوهيميا وأبى إلا أن يعود. . . وهنا سأل ليونتس زوجه هرميون أن تطلب إلى بوليكسينز أن يبقى. . . فلما فعلت لبى ملك بوهيميا، ونزل عند رجائها، وأجل سفره إلى موعد آخر
وا أسفاه!!
لقد نفثت ثعابين الغيرة سمومها في قلب الملك، واحتلكت الحياة في عينيه، ولم يفتأ يسائل نفسه لِمَ قَبِل ملك بوهيميا رجاء هرميون بمجرد أن كلمته، مع أنه لم يقبل رجاءه هو؟!
(إن في الأمر شيئاً، وان وراء الأكمة ما وراءها. . هذا لا ريب فيه! لقد زاد عطف هرميون على هذا الضيف الثقيل، حتى شككت في أن يكون العطف حباً. . . وهذه النظرات التي كانا يتخالسانها في حضرتي. . . وهذه الضحكات الفضية التي كانت