تصوير السير ا. لاندسير من مجموعة (الدكتور أحمد موسى)
سبحانك يا سلام!!
لقد بسطت على الأرض المحروبة جناحك الرفيق المشْبِل، فإذا الدار
أمان والفزع واطمئنان والقلوب مؤتلفة والشمل جميع!
هذه ساحة الحرب أصبحت مرعىً للقطيع الراتع؛ وهذه آلة الموت غَدتِ كنَّا للحَمل الوادع؛ وهذا الوعْل النطَّاح في أمسه لا يدري ماذا يصنع بقرنيه في يومه؛ وهذا الكلب الحارس نسى اللص والذئب فاستغرق في نومه؛ وهذه الأسرة الجميلة تنعم بعيشها الغرير تحت سماء الأمن، فلا هَمٌّ على والد ولا حزن على ولد!
تباركت يا سلام!!
لقد مددت على الدنيا المكروبة ظلك الرخِيَّ الوارف، فإذا الزرع جميم والخير عميم والحال متسقة والدهر مطيع!
هذه الغنم ترعى أثيث العشب هانئة فلا قنابِلُ ولا نيران؛ وهذه الطير تسبح في صفاء الجو هادئة فلا صواعق ولا دخان؛ وهذه السفينة تمخر في عباب البحر مطمئنة فلا طرابيدُ ولا قرصان؛ وهذه الطبيعة تغرق في فيض النعيم ووضاءة الفردوس مسترخية فلا خصام ولا عدوان!
حنانيك يا فاطر السموات والأرض!
لقد سميت نفسك السلام، وسميت ذاتك المؤمن: فلماذا جعلت للإيمان شيطاناً واحداً لا أكثر، وجعلت للسلام شيطانين اثنين هما الّدُتْشي وهتلر؟!
اللهم إن في السلام نعمة، وإن في الحرب حكمة؛ وبين نعمتك وحكمتك ضلت عقول الناس!