للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم المسرحي والسينمائي]

بنكنوت

فيلم شركة لونس على شاشة سينما تريومف

لناقد (الرسالة) الفني

تدفع الأثرة الكثير من المصريين إلى الجمع بين صناعات متعددة، وهذا في عقيدتهم وسيلة من وسائل الشهرة وارتفاع الذكر في حين أن العالم يسير عكس هذه الفكرة، فهو يعمل على توزيع الأعمال حتى يستطيع الفرد أن يتخصص في ناحية واحدة، والتخصص سبيل الإتقان والتبريز

ولقد نقدنا في فلم شارلي شابلن (العصر الحديث) قيام صاحبه بجميع الأعمال الفنية؛ وها نحن اليوم نعود فنكرر قولنا، في رأينا أن زميلنا الأستاذ أحمد جلال يستحق اللوم الكثير لتقليده شارلي، وجمعه بين مهمة تأليف الرواية وكتابة السيناريو وإدارة الفلم وإخراجه ثم تمثيله. ونحن إذا التمسنا الأعذار لشارلي لإعداده الفلم الواحد خمس سنوات، فإن الأمر على العكس من ذلك مع جلال الذي يرهقه العمل الصحفي إلى جانب عمله السينمائي. ولو أنه وزع العمل واكتفى بمهمة واحدة أو اثنتين فربما تلافى الكثير من الأخطاء التي أفسدت الفلم ونزلت به إلى مستوى لا نحبه ولا نرضاه لفلم مصري.

إن مخرجي الأفلام المصرية يستغلون النظارة من المصريين أسوأ استغلال بعرضهم مثل هذه الأفلام التي تنقصها العوامل الفنية التي تتوفر في الأفلام الأمريكية والإنجليزية. ولو أن هذه الأفلام تشبع عواطف المصريين، وتصور ميولهم ونفسياتهم، لما وجدنا مصرياً واحدا يقبل على هذه الألاعيب الصبيانية، ولأحس يومئذ المخرجون أن القومية وحدها ليست كافية لأن تجتذب النظارة إلى دور السينما

وإذا كان الجمهور يقبل على هذه الأفلام، فهو إنما يقوم بواجبه حيال هذه الصناعة الجديدة، وتشجيعاً لأهل الفن من أبناء بلاده، وعسى أن يجد فيما تعرض ما يعبر عن عواطفه. على أن هذا الاستغلال سينكشف يوماً، وسيعرف المصريون أنهم يسيئون إلى أنفسهم وإلى الفن، إذ يقبلون على هذه الأفلام؛ ويومئذ يدرك المخرجون مبلغ الهوة الساحقة التي حفروها بينهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>