(كان لكونتي ملكة (بنداوا) قبل زوجها ولد هو كارنا الذي اصبح في رجولته قائداً لرهط الكيراويين، ولكي تدفع عن نفسها العار هجرته عند مولده فرباه حوذي اسمه اجيرانا)
كارنا - إنني أنا كارنا، ابن الحوذي اجيراتا، أجلس هنا على ضفاف الكنج أعبد الشمس الغاربة، فمن أنت؟
كونتي - إنني أنا المرأة التي فتحت عينيك لأول مرة على هذا النور الذي تعبده
كارنا - لست افهم، ولكن عينيك تصهران قلبي، كما تقبل الشمس ثلجاً على قمة جبل، وصوتك يبعث في حنايا صدري حزناً أعمى، ثوى السر فيه بنجوة من ذكرياتي الأولى. خبريني أيتها المرأة الغريبة، أي لغز يصل مولدي بك؟
كونتي - صبراً جميلاً يا بني. سوف أجيبك حين تنسدل أجفان الظلام على عيون النهار المستطلعة. أما الآن فاعلم إنني كونتي
كارتا - كونتي! أم اريونا؟
كونتي - نعم بلا ريب، أم غريمك اريونا. ولكن لا تبغضني لذلك يا ولدي. إنني ما برحت اذكر يوم السلاح في هاستينا، حين قفزت إلى الحلقة في جرأة وأنت غلام مغمور، فكنت كشعاع الفجر بين نجوم الليل. آه! من كانت تلك المرأة التي قبلت عيناها جسدك العاري الرشيق من خلال دموع كانت تباركك وهي جالسة بين نساء القصر الملكي وراء السجوف؟ كيف؟ لقد كانت أم اريونا! حينذاك برز البرهمي أستاذ السلاح وقال:(ليس شباب وضيع النسب أن يباري اريونا) فوقفت لا تتكلم، كسحابة برق تأتلق عند الغروب بنور مكتوم. ولكن من هي المرأة التي اشتعل قلبها لعارك وغضبك وأرسل في سكون لهيب النار؟ هي أم اريونا؟
رعى الله دريوجانا الذي عرف قدرك، وتوجك ثمة ملكا على الأنجا، فكسب للكرواسي