بطلاً. لقد ملأ الفرح قلب اجيراتا، فشق الحشد نحوك، فهرعت إليه وألقيت عند قدميه تاجك، وإذا البنداويون وأصحابهم هازئون ضاحكون. ولكن امرأة واحدة من بيت البنداوييت توهج قلبها فرحا بما في تواضعك من كبرياء البطولة - لقد كانت أيضاً أم اريونا!
كارنا - أيتها الأم السعيدة بخمسة ملوك أشاوس؛ كيف تجدين في قلبك متسعاً لحبي وما أنا إلا قائد وضيع النسب؟
كونتي - إن مكانك فيه قبل كل أبنائي
كارنا - ولكن بأي حق احتله؟
كونتي - بحقك الموهوب من لدن الله في حب أمك
كارنا - ها هي ذي غبشة المساء تنتشر على الأرض، والسكون يرين على الماء، وصوتك يرجع بي إلى دنيا من الطفولة تتناهى في الذكريات. فليكن هذا حلماً، أو فليكن شعاعاً من حقيقة منسية، ولكن تعالي وضعي يمناك على جبيني. إن الناس يتناقلون أن أمي هجرتني. وكم من ليلة زارتني في نومي، ولكن حين كنت أصيح بها:(ارفعي عنك القناع، أريني محياك!) كان شبحها دوماً يتلاشى. فهل زارني الليلة عين ذلك الحلم وأنا يقظان؟ انظري! هاك المصابيح تلوح عن بعد وراء النهر مضاءة في خيام ابنك؛ وعلى هذه الضفة خيام أصحابي الكيرويين كأمواج عاصفة في البحر علقها ساحر. لماذا يجيئني صوت أم غريمي اريونا برسالة من الأمومة المنسية، في رهبة هذا المرج حيث يدوي طنين معركة الغد؟ ولماذا يسكب لسانها في اسمي هذه الموسيقى فيجتذبني إليه والى اخوته؟