سلطان آباد حاضرة ولاية في إيران تسمى العراق، وهي في الجنوب الغربي من سهل فراهان، بناها منذ مائة وثلاثين سنة يوسف خان الكرجي وجعلها مربعة الشكل، وسورها وحصنها. وولاية العراق هذه خصبة كثيرة الزرع، فيها زهاء ٦٨٠ قرية، وسجاجيدها مشهورة
وعلى مقربة من هذه المدينة كانت مدينة الكرج، في الإقليم الذي كان يعرف باسم كرج أبي دلف، وقد ذكره الشعراء في مدائحهم
دخلنا المدينة ليلاً فسرنا قليلاً فانتهينا إلى ميدان فسيح فيه حديقة تمتد منه أربعة شوارع واسعة. وهذا نظام جديد أتخذ لإصلاح المدن الإيرانية في السنوات الأخيرة
وقف بنا السائق على فندق (مهما نخانه) في هذا الميدان فدخلنا إلى فناء واسع للسيارات وصعدنا في سلم إلى حجرات على مقربة منها منتدى (قهوة) فلم نرض هذه المجاورة، فنزلنا إلى فندق آخر بجانبه، ليس في المدينة سواهما. فاتخذنا حجرة لا بأس بها في مثل هذه المدينة، واسترحنا وطعمنا قليلاً ثم خرجنا نجول في البلد فلم نر شيئاً أكثر مما أحاطت به النظرة الأولى، ورأينا المدينة على صغرها وسذاجتها نظيفة جميلة
وبرحنا البلدة والساعة ثمان وأربعون دقيقة من صباح الثلاثاء رابع عشر رجب (٢٣ أكتوبر) مسرعين صوب همذان نود أن نبلغ بأية وسيلة بغداد يوم الأربعاء لندرك قافلة السيارات التي تبرحها إلى دمشق صباح الخميس. بلغنا فخر آباد والساعة تسع. وقد استلفتتنا كثرة العمران والزروع على الطريق كما قلت من قبل، ووقفنا والساعة عشر على ضيعة اسمها زنكنة معروفة بجودة عسلها فأكلنا ونحن نقول إن لله دواء من العسل (مستعيذين من المثل القديم: إن لله جنوداً منها العسل). ثم وقفنا على ملايير (دولت آباد) والساعة إحدى عشرة فطلبت جوازات السفر للإطلاع عليها. والمسافة بين سلطان آباد ودولت آباد ١٠٠ كيلو
وواصلنا السير تلقاء الغرب والشمال حتى بلغنا همذان والساعة واحدة بعد الظهر، فسرنا