توفي في أواخر شهر أغسطس المنصرم كاتب وشاعر من أعظم كتاب فرنسا وشعرائها المعاصرين، هو هنري باربيس؛ وكان باربيس زعيم المدرسة الثورية وأعظم كتابها، ولم نمض أشهر قلائل على صدور كتابه الأخير الذي كتبه عن ستالين طاغية روسيا البلشفية، وعن تاريخ الحركات الثورية في روسيا القيصرية، وهو الكتاب الذي أشرنا إليه وقت صدوره في هذا المكان من (الرسالة)
وقد ولد هنري باربيس في ازنيير في سنة ١٨٧٤، وتلقى تربية جامعية حسنة، ونظم الشعر القوي منذ شبابه، وكتب القصص؛ وظهر لأول مرة في أفق الأدب بصدور ديوانه المسمى (الباكيات في سنة ١٨٩٥. وفي سنة ١٩٠٣م نشر قصته (المتضرعون ثم أخرج قصته (جهنم ' في سنة ١٩٠٨، وامتهن باربيس الصحافة وبرز فيها؛ وفي سنة ١٩١٠ تولى تحرير صحيفة الشهيرة ولما نشبت الحرب الكبرى انخرط في سلك الجيش العامل كجندي في المشاة، وأبدى شجاعة فائقة في الذود عن وطنه استحق من أجلها وسام (صليب الحرب)، وفي أثناء الحرب أخرج باربيس أعظم قصصه وهي:(النار وهي مذكرات فرقة محاربة والشعلة وبهما يرتفع باربيس إلى صف أعظم كتاب العصر ويصل إلى ذروة قوته، ولما انتهت الحرب وقع تحول عظيم في تفكير باربيس وفي مبادئه فاعتنق المذهب الشيوعي، وتولى التحرير في جريدة (لومانتيه) الشيوعية التي أنشأها جان جوريس واشتهر بكتاباته الملتهبة، وفي سنة ١٩٢٠ أصدر باربيس قصته (النور في الهاوية ' وفي العام التالي أخرج قصة قوية أخرى عنوانها: (بعض زوايا القلب ثم أصدر كتاب (الأغلال وفي سنة ١٩٢٧ أصدر كتابه (بيان إلى العقلاء ومنذ أشهر قلائل أخرج كتابه عن ستالين. وكان باربيس في أعوامه الأخيرة دائم التردد على موسكو وثيق الصلة بزعمائها، وكانت وفاته في موسكو في مستشفى الكرملين بعد مرض قصير. ومما ذكره أنه تزوج من ابنة كاتيل مانديس الكاتب والفنان الشهير، وهي أيضاً كاتبة وأديبة معروفة