للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

كاد (أن):

درجت أفهم في صحيح اللغة أن المضارع الواقع في موضع خبر (كاد) لا يقترن ب (أن) وذلك هو القياس المطرد، وكل ما جاء على خلاف فهو من الضرائر - إن كان شعراً - ومن الشذوذ - إن كان نثراً - كقول رؤبة:

ربع عفاه الدهر طولاً فانمحى ... قد كاد من طول البلى أن يمصحا

قال سيبويه: وقد جاء في الشعر (كاد أن) يفعل شبهوه بعسى؛ قال رؤبة: (قد كاد من طول البلى أن يمصحا)؛ وكقول آخر:

وجدت فؤادي كاد أن يستخفه ... رجيع الهوى من بعض ما يتذكر

فهو أيضاً من الضرائر الشعرية وليس بأصل كحد قول الآلوسي في (ضرائره). وقد كنت هكذا أفهم استعمال (كاد) وخلو خبرها المضارع من أن؛ حتى طلع علينا الأستاذ الزيات صاحب الرسالة وأستاذ البلاغة بالخبر اليقين حين قال: (إن حالتها (تكاد أن) تكون طبيعية. . .) فآمنت بخلاف ما كنت أؤمن، وقوي إيماني به في حينه ما ورد على الخاطر مما ورد في صحيح البخاري (وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم) ثم ما جاء في الحديث أيضاً - وهو نادر - (كاد الفقر أن يكون كفراً).

وبعد. فهذا الذي سبق هو مفهومي من القول الفصل مع قصر الباع والذراع. . . وعلى المريدين أن يدلوا بدلوهم في الدلاء كل على قدر شطئه ورسنه. . . والسلام.

عدنان

(الرسالة): الذي نذكره على البعد من كتب المراجعة، أن الأفعال الناقصة التي يجب أن يكون خبرها فعلاً مضارعاً يحب اقترانه بأن في أفعال الرجاء، وممتنع في أفعال الشروع ويجوز في أفعال المقاربة على قلة في بعضها وكثرة في البعض الآخر، كما نذكر كذلك قول البحتري:

أتاك الربيع الطاق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما

المصحف المبوب:

<<  <  ج:
ص:  >  >>