إذا وقع حدث تاريخي هام، ثم تكرر وقوع هذا الحدث، أو ما
يشبهه بعد مدة من الزمن قالوا:(إن التاريخ يعيد نفسه)
ومن يراجع التاريخ، قديمه وحديثه، يجد إن الوعود الثلاثة التي حصل عليها اليهود بالعودة إلى فلسطين كانت كلها متشابهة بأسبابها ونتائجها.
فهل كان ما حدث من قبيل الصدف؟. أم أن هناك عوامل غائبة جعلت التاريخ يعيد نفسه ثلاث مرات متوالية؟.
هذا ما تجد الجواب عليه في البحث التاريخي الآتي:
١ - وعد الله
(١) تمهيد: اليهود قبيلة سامية هاجرت (بزعامة إبراهيم) من أور الكلدانيين في العراق سنة ١٩٢١ ق. م بضغط من سكانه وتوطنت فلسطين أرض الكنعانيين، ولكن الكنعانيين قاوموهم وأجاعوهم فاضطروا للهجرة إلى مصر. واضطهدهم المصريون بدورهم وأذلوهم فأجبروهم على العودة إلى فلسطين يقودهم موسى النبي. وكان ذلك سنة ١١٩١ ق. م
وتاه بهم موسى في بر سيناء أربعين سنة ليقضي على جرثومة الذل التي تأصلت في نفوسهم، ويجعلهم مستعدين لفتح فلسطين. وعبثاً كانت محاولته هذه، فقد تمردوا عليه وأبوا أن يدخلوا فلسطين، ذلك بان فيها قوماً جبارين (هم الفلسطينيون)
(يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فان يخرجوا فإنا داخلون. . .)
(قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها. فاذهب أنت وربك إنا ههنا قاعدون)