روى خبره أبو الفرج ابن الجوزي في جملة حوادث سنة ٢٧٠هـ قال بعد أن شرح عيثه وفساده:(وجاء البشير بقتل الفاسق، ثم جاء رجل معه رأس الفاسق، فسجد الناس شكراً، وأمر أبو أحمد أن يكتب إلى أمصار المسلمين. . . وقدم ابنه العباس إلى بغداد ومعه رأس الخبيث ليراه الناس فيسروا. فوافى بغداد يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى في هذه السنة والرأس بين يديه على قناة، فأكثر الناس التكبير والشكر لله والمدح لابن الموفق وأبيه. ودخل أحمد بن الموفق بغداد برأس الخبيث وركب في جيش لم ير مثله من سوق الثلاثاء إلى المخرم وباب الطاق وسوق يحيى حتى هبط إلى الحربية، ثم انحدر في دجلة إلى قصر الخلافة في جمادى الأولى هذه السنة، وضربت القباب وزينت الحيطان)
قلنا: لم يصرح ابن الجوزي بوضع رأس هذا الخبيث في خزانة الرؤوس، ونحن نرجح إنه استقر في هذه الخزانة، بعد أن عرفنا إدخاله دار الخلافة
(د) راس البساسيري
كان أرسلان التركي المعروف بالبساسيري قد عظم شأنه، واستفحل أمره، وانتشر ذكره، وقد هابته ملوك العرب والعجم حتى دعي له على المنابر، وعزم الاستيلاء على بغداد ونهب دار الخلافة والقبض على الخليفة وهو يومذاك القائم بأمر الله، فتم له ما أراد إذ دخل بغداد، وقبض على الخليفة وسيره إلى بلد عانة على الفرات فحبسه فيها، ثم دار الفلك دورته؛ فوقع البساسيري في الفخ، فكان مصيره حز رأسه وحمله إلى خزانة الرؤوس. وقد صدقت فيه الآية:(ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون بما كنتم تكسبون)
قال ابن الجوزي في حوادث سنة ٤٥١هـ (. . . وانهزم البساسيري على فرسه فلم ينجه، وضرب فرسه بنشابة فرمته إلى الأرض، وأدركه بعض الغلمان، فضربه ضربة على