للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[رحلات في ديار الشام في القرن الثامن عشر]

[الهجري:]

٤ - ارادن حلة الإحسان في الرحلة إلى جبل لبنان

لمصطفى البكري الصديقي

(١٠٩٩هـ - ١١٦٢هـ - ١٦٨٧م - ١٧٤٨م)

للأستاذ أحمد سامح الخالدي

(تتمة)

إتمام البئر وانتشار الطاعون:

وبعد ما تم بناء البئر أردت أن أدخله في الحضير، فشرعت في تقييم الستارة، وابتدأنا يوم الاثنين في العمارة، وكان أفرط عند الطاعون، أحوج لاستعمال ما في الماعون، وتمرض الأخ محمد سيعد ليلة الثلاثاء بوارد شديد، وما زال الأمر يزيد إلى أن اصطفاه إليه ليلة السبت الحادية والعشرين من ذي الحجة شهيد، وترجمته في كراسة وسميتها (العقد الفريد النضيد في ترجمة محمد سعيد) وحصل له مشهد فريد، ودفن في مأمن الله.

سنة ١١٤٥هـ

ولما دخل عام (١١٤٥هـ) توجهنا والأحبة على عادتنا للزيارة (مقام علي بن عليل شمالي يافا) وأقمنا بعد ما قطعنا بلاداً مع السيارة وبتنا لدى المزار ليلتين، ومنه أتينا بعد التنزه في المروج ذات الزهور، مع الجموع قرية (كور) وكنا تخلصنا بامداد الشكور، من الحمى ذات العبور، إلى تجوم الجسد المنخور، وعطفنا على (نابلس) المحروسة، ولم ننزل إلا الدرويشة، لاتساع مبرور، وكان الحاج حمدان، قصد جامع النصر المعمور، والخلوة التي لديه وأذنا لولده الشيخ يوسف بالحضور، وسرنا بعد إكرام تام، وما زلنا بالبداءة والختم بالأوراد إلى أن وصلنا المنازل المقدسة. وكنا قد أكدنا مع الأخ الحاج حسن مقلد أمر الحج، ورجونا أنا بعقد جواهر نتقلد؛ وفي أوائل رجب جاءنا رجل مغربي سمى نفسه محمد

<<  <  ج:
ص:  >  >>