قالت السيدة:(هذه الأرض الطيبة فليباركها الله الرب لأهلها)
للأستاذ أحمد رمزي بك
إن القوة الإسلامية التي بعث بها الخليفة عثمان بن عفان وكانت من عرب الجزيرة وأهل الشام تحت قيادة حبيب بن مسلمة الفهري إلى أرض الشمال لازمها الحظ في الحروب حتى أخضعت ما وراء أرمينية ونفذت إلى بلاد القوقاز، ولما طلبت الإمداد جاء إليها جيش من عرب الكوفة عليهم سلمان بن ربيعه الباهلي وهو سلمان الخيل وكان ذلك المدد من المنمية عن طريق أذربيجان التي يتحدثون عنها اليوم.
وانضم الجيشان حتى أتوا إلى بلاد الكرج وجاء صاحب فتوح البلدان بكتاب الأمان الذي أهل تفليس وقال صاحب معجم البلدان إنها أي تفليس بقيت قروناً بيد المسلمين ثم خرجت من أيدهم ثم عادت فخضت لآل سلجوق ثم لأهل خوارزم وأخيراً لملك التتار ولا تزال بأيديهم.
فهذه البقعة من أراضي القوقاز بجبالها العالية ومروجها الخضراء وغاباتها وثلوجها ومياهها العذبة روتها دماء الفاتحين من المسلمين، وطالما سرحوا خيولهم فيها كما أنها استظلت بأعلام العروبة والإسلام في عهود الراشدين وبني أمية وبني العباس وفي يوم قريب من الأيام القادمة سنعثر حتما على بقايا الآثار الإسلامية وسنقرأ ويقرأ من يأتي بعدنا ما نقشه السلف على الأحجار تأكيداً لتلك الفتوح وإثباتاً بأن هذه الأرض لشعوب أسلمت ودخل أهلها في دين الله أفواجاً.
ومن حوادث القرن السابع الهجري أن الأمير بدر الدين الخازندار كان على ولاية يافا من قبل المصريين في عهد الملك الظاهر بيبرس وكان لا تشرد منه شاردة فأتاه الخبر بأن ملكاً من ملوك الكرج قد دخل عكا عن طريق البحر في زي الرهبان يقصد بيت المقدس للزيارة فبعث إليه وقبض عليه وسيره للسلطان بدمشق فأنزله ببرج من أبراج قلعتها حتى بعث