المثل العالية في الوطنية الممتازة، والسيرة العامرة بمعجزات الجهاد.
إيمان عميق، وعزيمة غلابة، ونضال كريم، يترجمها مع حديث القائد الأعظم هذا الحديث الحاد المتدفق من عينيه النفاذتين، ثم هذه التجاعيد المرسومة على وجهه الدقيق التي تلخص جهاده الطويل المرير في جمع شتات قومه ودعم استقلال دولته.
عامان مرا على ميلاد هذه الأمة الفتية؛ ففي ١٥ أغسطس سنة ١٩٤٧ أشرقت الباكستان في الأفق الدولي دولة مستقلة ذات سيادة ولقد كانت الدعوة الدينية التي اضطلع بها القائد الأعظم عدته وعديدة في بناء صرح الباكستان وجعلها قوة ملحوظة الجانب مرهوبة الشأن.
ولقد ثارت العواصف حول هذه الدولة إبان قيامها، واكتنفتها الهزاهز تريدها على أن تحني الهام وتعود إلى الوحدة، فأبى لها جناح الخنوع والذلة قائلاً:(نحن نعلم المصير الأسود المهيأ لنا إذا اضطررنا يوماً إلى الركوع وطلب المغفرة والعودة إلى الوحدة؛ ولذلك وطدنا العزم على ألاّ نفعل مهما نقاسي ومهما نشقى. امنحونا سنتين ولن يستطيع أحد بعدئذ أن يرغمنا على الركوع)
ولقد صدق القائد الأعظم حين صدق الله وعده له، فها هي ذي دولة الباكستان تسير بخطى فسيحة متوثبة طموحة إلى أبعد الغايات وأسماها في الوطنية والقومية والاجتماع.
هيأ الله للباكستان من أمرها رشدا، وشد أزر رجالها العاملين ليؤدوا رسالة قائدهم الأعظم التي تركها أمانة في أعناقهم. وسيكتب الله للباكستان الظفر بحقوقها كاملة والغلبة على ما يعترضها من صعاب، لأنها شعب عميق الأيمان بشريعته السمحة، عظيم الثقة برب السماء.