الحركة (البراونية) - عمل كوتون وموتون - مشاهدات بيران
- المجهودات الأولى لأينشتاين - توحيد الظواهر الطبيعية -
غاية العلوم
حدثنا القارئ عن فلسفة ليبنز بأن الحرارة عنده هي الحركة، وذكرنا أن جزيئات جميع الأجسام في حركة مستمرة وهي الظاهرة المعروفة بالحركة (البروانية) نسبة إلى العالم (براون)، وعند ظني أن الذين يبحثون عن الحركة الدائمة يجدونها في جزيئات أية مادة تقع عليها العين، فهي في حركة دائمة لا تعرف للسكون سبيلاً، وهذه الحركة تُحدث فينا شعوراً نسميه الحرارة، وهو حركة جزيئات الجسم لا أكثر ولا أقل، وكما أنه لا يوجد جسم دون أن يكون له حرارة معينة كذلك لا يوجد جسم لا تتحرك جزيئاته بسرعة معينة، وعندما نصف أي جسم بالبرودة الشديدة فإنه على درجة من الحرارة مهما انخفضت عن الصفر الحراري العادي فإنها تفوق الصفر المطلق
وهكذا عندما تحقق للعالم المعروف (دي باي) في السنين الأخيرة الحصول على درجة - ٢٧١ْ، أي درجتين فوق الصفر المطلق فإنه بقي لجزيئات المادة عند هذه الدرجة الخفيضة نوع من الذبذبة لازمها دائماً على ضعف مقداره
قد يقسو علينا الشتاء وتبرد الكائنات وتحرمنا الشمس الجزء الأكبر من حرارتها لبعدنا عنها في هذه اللحظة المعينة من السنة، وقد يتجمد معظم حاجاتنا. . . أجل أذكر في شتاء سنة ١٩٢٩ وكنت أقطن ضاحية (مونت روج) من ضواحي باريس - أن تجمد كل ما نحتاج إليه مما يباع عند البدال، فاللبن والزيت وكل ما يباع سائلاً تجمد وأضحى في عداد الأجسام الصلبة حتى مياه المنزل داخل المواسير ومياه نهر السين تحولت وباتت جسماً صلباً لا يتحرك، ولكن جزيئات هذه الأجسام على برودتها الشديدة التي بلغت في بعض الأيام عشرين درجة تحت الصفر احتفظت بنوع من الذبذبة هو دليل حرارتها مهما كانت