المدرسة، ولكن من الممكن أن ننقل العلم عن طريق المدرسة،
ولكن من الممكن أن ننقل العلم كله إلى الأمة عن طريق
الترجمة
يا صاحب المعالي، إن أخص ما يميزك على نظرائك في العلم والحكم أنك تقدس الحقيقة وتطلب الحق. وإن سبيلك إلى ذلك عقل راجح واضح يتعمق ويتبسط، ويحيط ويستوعب، ويدقق ويحقق، ويستقرئ ويستنبط؛ فإذا رأيت الحق في جانبك أقنعت ومنطقك سديد وحجتك ملزمة؛ وإن رأيته في الجانب الآخر اقتنعت وعقلك راض ونفسك مسلمة. وقد أجمع الذين عرفوك أن في مناقشتك الرأي أو في مطارحتك الحديث متعةً للعقل والذهن؛ لأنك توضح الخطة وتحدد الرسوم وتعين الغاية، ثم تعرض الرأي عالما بما تقول، وتسمع الرأي فاهماً لما يقال، ثم تعارض القول بالقول، وتوازن الدليل بالدليل، ثم تحكم الحكم المسبب لك أو عليك فلا تدع للمكابرة والمماراة سبيلاً إلى استئناف أو نقص!
لذلك أحببت أن أتقدم إلى معاليك برأي يتصل بالتقافة؛ ويقيني أنك إذا اقتنعت به أمضيته؛ وإذا أمضيته كان حرياً أن يضيف عصر الفاروق إلى عصر عصور بركليس وأغسطس والمأمون ولويس الرابع عشر، وهي كما تعلم العصور الذهبية التي تحدد المراحل المتعاقبة للإنسان المتمدن في طريقه إلى المعرفة.
تعلم معاليك أن أدبنا الجديد لا يزال ناقصاً في نوعه قاصراً في بيانه. ناقص في نوعه لأنه أنكر قديمه وجهل جديد الناس، فلم يغذه ماض ولم يمنه حاضر، فظل مخدج الخلق لا هو حي ولا هو ميت. ولقد كان أدبنا القديم في حدود مراميه اللسان العام لخوالج النفس الإنسانية في أكثر بقاع الأرض، فلم تكن هناك فكرة تجول في ذهن كاتب، ولا صورة تتمثل في خاطر شاعر، إلا وجدت في هذا الخصم المحيط صدفة تستقر فيها. فلما تحولت