٧ - ٤: ١٧٩: (فأسعفني بطِلبتي) بكسر الطاء وهي صحيحة. لكن العرب يختارون في مثل هذا (الطّلِبة) بفتح الطاء وكسر اللام. ومنه حديث نقادة الأسدي:(قلت: يا رسول الله، أطلب إليّ طلبة، فأني أحب أن أطلبكها)
٨ - ٤: ٢٦١: (إن الملوك وغيرهم جدر أن يأتوا الخير إلى أهله). وقد أفسد هذه العبارة أمران: أما الواحد، فأن (جدر) جمع (جِدار) بالكسر، وهو الحائط؛ والصواب:(جدراء)، أو (جديرون)، وهما الجمعان اللذان يجمع عليهما (جدير)؛ وجمع (فعيل) صفة على (فعل) بضمتين نادر سمع منه: نذير ونذر وجديد وجدد (بدالين)، وسديس وسدس
وأما الثاني، فأن (أتى) إذا تعدّى إلى المفعول لا يكون بمعنى الإعطاء، بل يكون بمعاني أخر منها الفعل: أتى الأمر والذنب: فعله؛ ومنها الهدم والقلع، قال الله تعالى:(فأتى الله بُنيانهم من القواعد) ومنها الانتساب، أتى الرجل القوم: أنتسب اليم وليس منهم، فهو أتىُّ
وأما الذي هو بمعنى الإعطاء فهو الفعل (آتى) على زنة أفعل. ومنه قول الله تعالى:(آتنا غداءنا)؛ وقوله:(وآتيناه الحكم صبيّا)؛ ومضارعه (يؤتى) على يفعل.
وفي كتاب الله تعالى:(يُؤتى. يؤتون. يؤتين. يؤتيه. سيؤتينا. يؤتكم. يؤتيهم. تؤتونهن. وتؤتوها. نؤتيه. نؤته. نؤتها. يؤتهم. سنؤتيهم)؛ وإنما سقت هذه الشواهد لأنبه على أن ما ورد في اللسان من قوله:(والإيتاء: الإعطاء. آتى يؤاتى إيتاءً، وآتاه إيتاءً أي أعطاه) وهم أو تصحيف؛ والصواب: آتى يؤتى
فوجه عبارة أبن المقفع إذن:(جدراء أن يؤتوا الخير إلى أهله).
ولعل السر في هذا التحريف أن طائفة من علماء الرسم الأقدمين كانوا يرسمون الهمزة ألفاً في كل حالة، وزعيمهم في ذلك سنة ٢٠٧ وجمهور علماء الرسم يسمون أولئك (أصحاب التحقيق)، أي تحقيق الهمزة؛ وأما الكتابة الغالبة التي نأخذ نحن بها الآن، فيسمى أصحابها:(أصحاب مذهب التخفيف والتسهيل)، وهم يجرون على لغة أهل الحجاز في تخفيف الهمزة وتسهيلها، ويعبرون عنها بصور تسهيلها: من الألف والواو والياء. فلعل هذه بقية من بقايا