يعلم القراء أن جائزة نوبل الأخيرة في الأدبقضت بها لجنة التحكيم للروائي الروسي المهاجر إيفان بونين. وقد وقعنا في البريد الأخير على وصف للحفلة التي أقيمت في القصر الملكي السويدي لتسليم جوائز نوبل للفائزين.
ولما كنا نحب أن نسجل في هذا الباب كل حدث أدبي كبير، فنحن ننقلها تنويهاً للأدب، الروسي خاصة، وبمكانة الأدبوالأدباء في العالم المتحضر عامة، وحضاً على رفع الفنون فوق كل اعتبار جنسي أو سياسي
أرسلت الدعوة الرسمية إلى المدعوين قبل يوم الحفلة بأيام عدة، وهي محرر على النحو الآني:
(المرجو من حضرات الفائزين الحضور إلى قاعة الحفلات الموسيقية يوم ١٠ ديسمبر سنة ١٩٣٣ في الساعة الرابعة والدقيقة الخمسين على الأكثر لتسلم جائزة نوبل، وسيشرف صاحب الجلالة تتبعه الأسرة الملكية وسائر الحاشية، في الساعة الخامسة تماما لشهود الاحتفال، ويسلم جلالته شخصيا الجوائز المذكورة إلى كل من الفائزين. والساعة المشار إليها توصد الأبواب ويبدأ الاحتفال)
وأهل السويد شديدو المحافظة على المواعيد، فلا يستحب عندهم التبكير عن الموعد المضروب ولا يجوز مطلقاً التأخر عنه
فكان يرى الرائي في الساعة الخامسة إلا عشر دقائق رتلا ممتدا من السيارات وقوفا على مدخل قاعة الحفلات الموسيقية في القصر الملكي باستكهلم. وإذا بسيارة فخمة تقل إيفان بونين - وقد تفضل بإعارتها إياه أحد الأصدقاء، تقف أمام درك الباب الخارجي في الدقيقة المحدودة. وكانت الجموع الحاشدة تزداد احتشادا حول القصر وما يجاوره، وكانوا يعرفون الفائز بجائزة الأدباذ شهدوا صورته منذ إعلان فوزه مراراً في جميع الصحف وفي زجاج المكاتب، وهتفوا له متحمسين، وتنحوا مفسحين له الطريق في احترام ومحبة. وارتقى إيفان بونين الدرك بنشاط، وكان يضيئه سنا المشاعل الأحمر الخفاق. ثم أفضى من دهليز