للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٣ - في مقالين: حل حاسم لمشكلة الأزهر، ومستقبل]

[الجامعة الأزهرية]

للأستاذ محمود أحمد الغمراوي

معذرة أيها الأستاذ الكريم، وعتباً!

لم أقصد - شهد الله - أن أهمز أو ألمز، أو أرمي بعبارة، أو أومئ بإشارة، إلى ناحية الرسالة، أو مكان رئيسها العزيز الكريم. وما كنت يوماً بذي وجهين، ولا أنا ممن يتكلمون بلسانين، وأرجو أن يكون الله يعلم ذلك مني ولم يكن للرسالة عندي، وليس لصاحبها الجليل في نفسي، إلا التقدير والاحترام؛ وإلا ما عنيت من أنه أبن الأزهر البار، البارع الفن، المعتدل الرأي، الذي يعده الأزهر فيمن يعدهم من مفاخره، ويعتز بهم جنوداً يدفع بهم عن كونه في مستقبله وحاضره!؟

إنما كان من سوء حظي وسوء حظ الأزهر أن جرى قلم الأستاذ الفاضل برأي لم يسبق للأزهر أن سمعه فيما سمع من دعاوى تقام عليه، وتهم توجه إليه، وسهام تصوب عليه. وآخر ما كان يجري على ألسنة أولئك الذين يرون الأزهر قذى في الأعين وشجى في الحلاقيم: أن الأزهر تنقصه الثقافة، وتعزه اللباقة والحصافة: وأنه لابد من توحيد تخريج المعلم، ليصقل خريج الأزهر بصقال العصر الحديث. هذا اشد ما كانت تلوكه ألسنة المتجنين على الأزهر أو ترمى به نبال الجانين عليه: سمعناه غير مرة فيما شهدناه من مجالس اجتمعت فيها لجان ألفت لبحث ما كان يسمى بمشكلة تخريج المعلم، على أننا لم نسمع من أحد ممن جلسنا معهم من أعضاء هذه اللجان وتحاورنا معهم: لم نسمع من أحد من هؤلاء، وهم من كبار رجال المعارف المسؤولين، وعظمائهم المعدودين، لم نسمع كلمة منهم تومئ إلى مثل ما جاء في الرسالة من أنه يجب تعديل نظام التعليم في الأزهر تعديلاً يقتطع ست سنين من مدة التعليم فيه لتحقق وحدة الثقافة التي تتوقف عليها وحدة الأمة.

فهل يلام الأزهر إذا جزع لسماع هذه الكلمة وإذا رآها مكتوبة في إحدى صفحات الرسالة بقلم مديرها المفضال؟

يا لهول الموقف! نظام الأزهر القائم يأبى وحدة الثقافة ولا يرضاها، ووحدة الثقافة تتوقف عليها وحدة الأمة!

<<  <  ج:
ص:  >  >>