أصدر صاحب السعادة وزير المعارف العمومية قراراً بتعيين الأستاذ أحمد أمين عضواً في لجنة تأليف المعجم الوسيط وقد قرأت في العدد الماضي ممن تتألف؛ ولكن الأستاذ رفع إلى معالي الوزير استقالة منها، والسبب المباشر لهذه الاستقالة أنه جعل ساعات فراغه من عمله الرسمي على ما بقي من سلسلة كتابيه (فجر الإسلام) و (ضحى الإسلام) وهو يخشى إذا أرهق نفسه بالعمل أن يعيا عن إخراجه، ولكن معالي الوزير مازال بالأستاذ يحاوره ويداوره حتى أقنعه بسحب الاستقالة
بشرى لعشاق الأدب - ديوان بشار موجود
أحس بشار بحسن اختراعه، وجميل ابتداعه وغزارة بحره، ففتن ببنات فكره، وأعجب بثمرات لبه وذهب يخايل ويفاخر حتى قال: إن لي اثني عشر ألف قصيدة لعنها الله ولعن قائلها إن لم يكن في كل واحدة منها بيت فرد
ولو فرضنا أن الاثني عشر ألف قصيدة هي كل ما لبشار من شعر، وفرضنا أن كل قصيدة عدتها سبعة أبيات فقط - وهو حد القصيدة الأدنى عند العروضيين - وحسبنا ذلك لكان مجموع شعره أربعة وثمانين ألف بيت! وهذا مقدار لم يك لشاعر في القديم ولا في الحديث. ولكن أين هذه الثروة الضخمة؟ لقد ذهب بها الزمان فيما ذهب به من روائع الآثار وجميل الأشعار، ولم يبق منها إلا نتف مبعثرة في الكتب جهد الأدباء في جمعها وزفها إلى جمهور القراء المتعطشين لشعر بشار. وأول مجموعة ظهرت هي مجموعة الأستاذ (أحمد حسنين القرني) التي سماها (بشار ابن برد - شعره وأخباره، طبعت عام ١٩٢٥م، وقفاه الأستاذ (حسين منصور) بكتابه: (بشار بين الجد والمجون) الذي طبعه عام ١٩٣٠، وفي العام الماضي ١٩٣٥ طبعت لجنة التأليف والترجمة والنشر مجموعة هامة من شعره باسم (المختار من شعر بشار اختارها من مختار الخالديين شارحها الأستاذ (إسماعيل القيرواني) أحد علماء القرن الخامس، وكان القائم بنشر هذا الكتاب الأستاذ (بدر الدين العلوي) المدرس في كلية عليكرة بالهند، وقد أثار طبع هذا الكتاب الصغير كوامن الأشواق إلى شعر بشار، وتساءل الناس بحسرة ولهفة عن ديوانه وكثرت حوله الأقاويل